المفعول وهو المقول. وليس كذلك فى الأخرى ، فإن صلة الموصول طالت بذكر الفاعل والمفعول والعطف عليه مرة بعد أخرى ، فقدم الجار والمجرور ، ولأن تأخيره ملتبس (١) ، وتوسطه ركيك ، فخص بالتقديم.
٣٣٠ ـ قوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (٢٤) ، وفى حم (فصلت) : (لَوْ شاءَ رَبُّنا) (٢) (لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (١٤) ، لأن فى هذه السورة تقدم ذكر الله ، وليس فيه ذكر الرب.
وفى فصلت تقدم ذكر رب العالمين سابقا على ذكر الله. فصرّح فى هذه السورة بذكر الله ، وهناك بذكر الرب ، لإضافته إلى العالمين وهم جملتهم فقالوا : إما اعتقادا وإما استهزاء ، (لَوْ شاءَ رَبُّنا (٣) لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (١٤) فأضافوا الرب إليهم.
٣٣١ ـ قوله : (وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (٥١) ، وفى سبأ : (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (١١) كلاهما من وصف الله سبحانه وتعالى ، وخص كل سورة بما وافق فواصل الآى.
٣٣٢ ـ قوله : (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٤١) بالألف واللام ، وبعده : (لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (٤٤) ، لأن الأول لقوم صالح ، فعرفهم بدليل قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) (٤١) ، والثانى نكرة ، وقبله : (قُرُوناً آخَرِينَ) (٤٢). فكانوا منكرين ، ولم يكن معهم قرينة عرفوا بهم فخصهم بالنكرة.
٣٣٣ ـ قوله : (لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ) (٨٣) ، وفى النمل : (لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ) (٦٨) ، لأن ما فى هذه السورة على القياس ، فإن الضمير المرفوع المتصل لا يجوز
__________________
(١) وجه الالتباس أنه لو قال : «... وأترفناهم فى الحياة الدنيا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم». لاحتمل أنه من مقول الذين آمنوا وكانوا مترفين فى معيشتهم كما هو مقول الكفار من هذا النوع. وهذا التقديم فى هذه الآية من براهين الإعجاز المبنى على دقة مراعاة الملابسات.
(٢) فى الأصول : ولو شاء ربك ـ وليس كذلك.