وهو البيت للتحضيض ، والتحضيض يختص بالفعل ، والفعل فى البيت مقدر ، تقديره : هلا تعدون الكمى ، أو : هلا تعقرون الكمى ، ويختص الثانى بالفعل ، والأول يختص بالاسم ، ويدخل المبتدأ ويلزم خبره الحذف.
٣٣٨ ـ قوله : (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ) (٣٠) متصل بآيات الغض (١) وليس له نظير.
٣٣٩ ـ قوله : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ) (٣٤) ، وبعده : (لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ) (٤٦) ، لأن اتصال الأول بما قبله أشد ، فإن قوله : (وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (٣٤) محمول ومصروف إلى قوله : (وَلْيَسْتَعْفِفِ) (٣٣) ، وإلى قوله : (فَكاتِبُوهُمْ) (٣٣) ، (وَلا تُكْرِهُوا) (٣٣) فاقتضى الواو ، ليعلم أنه عطف على الأول ، واقتضى بيانه بقوله : (إِلَيْكُمْ) ليعلم أن المخاطبين بالآية الثانية هم المخاطبون بالآية الأولى. وأما الثانية فاستئناف كلام. فخص بالحذف.
٣٤٠ ـ قوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) (٥٥) إنما زاد (مِنْكُمْ) لأنهم المهاجرون ، وقيل : عام ، و (من) للتبيين.
٣٤١ ـ قوله : (وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ) (٥٩) ، ختم الآية بقوله : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ) (٥٩) ، وقبلها وبعدها : الآيات «٥٨ ، ٦١» ، لأن الذى قبلها والذى بعدها يشتمل على علامات يمكن الوقوف عليها ، وهى فى الأولى : (ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ) (٥٨) ، وفى الأخرى : (مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ) الآية (٦١). فعد فيها آيات كلها معلومة ، فختم الآيتين
__________________
(١) وهى قوله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) ، وقبلها : (لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا).