(فصلت) : (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) (١٨). نجينا وأنجينا بمعنى واحد ، وخصت هذه السورة بأنجينا لموافقته لما بعده وهو : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ) (٥٧) ، وبعده : (وَأَمْطَرْنا) (٥٨) ، (وَأَنْزَلَ ... فَأَنْبَتْنا) (٦٠) (١) كله على لفظ أفعل.
وخص حم (فصلت) بنجينا ، لموافقته ما قبله (وَزَيَّنَّا) (١٢) ، وبعده : (قَيَّضْنا لَهُمْ) (٢٥) ، وكله على لفظ فعلنا.
٣٦١ ـ قوله : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ) (٦٠) قد سبق.
٣٦٢ ـ قوله : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) فى خمس آيات وختم الأولى بقوله : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) (٦٠). ثم قال : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٦١) ، ثم قال : (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) (٦٢) ، ثم قال : (تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٦٣) ، ثم قال : (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٦٤) أى : عدلوا إلى الذنوب (٢) وأول الذنوب : العدل عن الحق ، ثم لم يعلموا ، لو علموا ما عدلوا ، ثم لم يذكروا فيعلموا بالنظر والاستدلال ، فأشركوا عن غير حجة (٣) وبرهان ، قل لهم يا محمد : (هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٦٤).
٣٦٣ ـ قوله : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ) (٨٧) ، وفى الزمر : (فَصَعِقَ) (٦٨). خصت هذه السورة بقوله : (فَفَزِعَ) موافقة لقوله : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (٨٩) ، وخصت الزمر بقوله : (فَصَعِقَ) موافقة لقوله : (وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٣٠) ، لأن معناه : مات.
__________________
(١) فى الأصول : وأنزلنا ، ولم يذكر : فأنبتنا. والمثبت هو ما فى المصحف من هذه السورة بعد تلك الآية. وهى قوله تعالى : (أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ...) النمل : ٦٠ (المراجع).
(٢) فى جميع الأصول : عدلوا عن الذنوب ، وهو خطأ.
(٣) فى ب : فأشربوا على حجة.