بنى على ذكر الخوف كلام يليق به وهو قوله : (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) (١٠).
وفى القصص اقتصر على قوله : (لا تَخَفْ) ولم يبن عليه كلام ، فزيد قبله (أَقْبِلْ) ليكون فى مقابلة (مُدْبِراً) (٣١) ، أى : أقبل آمنا غير مدبر ولا تخف. فخصت هذه السورة به.
٣٥٨ ـ قوله : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) (١٢) ، وفى القصص : (اسْلُكْ يَدَكَ) (٣٢). خصت هذه السورة بأدخل ، لأنه أبلغ من قوله : (اسْلُكْ) ، لأن (اسْلُكْ) يأتى لازما ومتعديا ، و (أَدْخِلْ) متعد لا غير ، ولأن فى هذه السورة (فِي تِسْعِ آياتٍ) (١٢). أى : مع تسع آيات مرسلا إلى فرعون.
وخصت القصص بقوله : (اسْلُكْ) موافقة لقوله : (اضْمُمْ) (٣٢) ، ثم قال : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ) (٣٢) فكان دون الأول ، فخص بالأدنى (١) (والأقرب) من اللفظين.
٣٥٩ ـ قوله : (إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) (١٢) ، وفى القصص : (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) (٣٢) ، لأن الملأ أشراف القوم ، وكانوا فى هذه السورة موصوفين بما وصفهم الله به من قوله : (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ. وَجَحَدُوا بِها) «١٣ ، ١٤» ، فلم يسمهم ملأ ، بل سماهم قوما. وفى القصص لم يكونوا موصوفين بتلك الصفات فسماهم ملأ ، وعقبه : (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) (٣٨) ، وما يتعلق بقصة موسى سوى هذه الكلمات قد سبق.
٣٦٠ ـ قوله : (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) (٥٣) ، وفى حم
__________________
(١) فى أ : بالإذن. والكلمة بين الحاصرين سقطت من ب.