٣٦٩ ـ قوله : (وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ) (٣٨) ، وفى المؤمن : (كاذِباً) (٣٧) ، لأن التقدير فى هذه السورة : وإنى لأظنه كاذبا من الكاذبين. فزيد (من) لرءوس الآيات ، ثم أضمر كاذبا لدلالة الكاذبين عليه. وفى المؤمن جاء على الأصل ، ولم يكن فيه موجب تغيير.
٣٧٠ ـ قوله : (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) (٦٠) بالواو ، وفى الشورى : (فَما أُوتِيتُمْ) (٣٦) بالفاء ، لأنه لم يتعلق فى هذه السورة بما قبله كبير تعلق فاقتصر على الواو ، لعطف جملة على جملة (١) ، وتعلق فى الشورى بما قبلها ، أشد تعلق ، لأنه عقب ما لهم من المخافة (٢) بما أوتوا من الأمنة ، والفاء حرف للتعقيب.
٣٧١ ـ قوله : (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها) (٦٠) ، وفى الشورى : (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) (٣٦) فحسب ، لأن فى هذه السورة ذكر جميع ما بسط من الرزق ، وأعراض الدنيا كلها مستوعبة بهذين اللفظين. فالمتاع : ما لا غنى عنه فى الحياة من المأكول والمشروب والملبوس ، والمسكن والمنكوح. والزينة : ما يتجمل به الإنسان ، وقد يستغنى عنه ، كالثياب الفاخرة ، والمراكب الرائقة ، والدور المجصصة ، والأطعمة الملبقة (٣).
وأما فى الشورى فلم يقصد الاستيعاب ، بل ما هو مطلوبهم فى تلك الحالة ، ومن النجاة والأمن فى الحياة فلم يحتج إلى ذكر الزينة.
٣٧٢ ـ قوله : (إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً) (٧١) ، وبعده : (إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً) (٧٢) ، قدم الليل على
__________________
(١) أى : إن جملة (وَما أُوتِيتُمْ) [٦٠] معطوفة على جملة (وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى) [٥٩].
(٢) المخافة مذكورة فيما قبله فى قوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ) [٣٠] ، و (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا) [٣٤].
(٣) الأطعمة الملبقة : الشهية.