٣٦٦ ـ قوله : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (٢٧) ، وفى الصافات : (مِنَ الصَّابِرِينَ) (١٠٢) ، لأن ما فى هذه السورة من كلام شعيب ، أى : من الصالحين فى حين المعاشرة ، والوفاء بالعهد ، وفى الصّافات من كلام إسماعيل حين قال له أبوه : (إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى) (١٠٢) ، فأجاب : (يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (١٠٢).
٣٦٧ ـ قوله : (رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ) (٣٧) ، وبعده : (مَنْ جاءَ) بغير باء ، الأول هو أم الأوجه ، لأن أفعل هذا فيه معنى الفعل ، ومعنى الفعل لا يعمل فى المفعول به ، فزيد بعده باء تقوية للعمل.
وخص الأول بالأصل ثم حذف من الآخر الباء اكتفاء بدلالة الأول عليه ، ومحله نصب بفعل آخر ، أى : يعلم من جاء بالهدى ، ولم يقتض تغييرا كما قلنا فى الأنعام (١) ، لأن دلالة الأول قام مقام التغيير.
وخص الثانى به لأنه فرع.
٣٦٨ ـ قوله : (لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى) (٣٨) ، وفى المؤمن (غافر) : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ. أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) «٣٦ ، ٣٧» ، لأن قوله : (أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى) ، وفى هذه السورة خبر لعلى ، وجعل قوله : (أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) فى المؤمن : خبر لعلى ، ثم أبدلت منه (أَسْبابَ السَّماواتِ).
وإنما زادها ليقع فى مقابلة قوله : (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) «٤٠ : ٢٦» ، لأنه (زعم) (٢) أنه إله الأرض فقال : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) (٣٨) ، أى : فى الأرض. ألا ترى أنه قال : (فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) فجاء على كل سورة ما اقتضاه ما قبله.
__________________
(١) الذى فى الأنعام قوله تعالى : (رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ) [١١٧].
(٢) سقطت من أ.