العليم والحليم فى السورتين إسماعيل ، وقيل : هما فى السورتين إسحاق ، وهذا عند من زعم أن الذبيح إسحاق ، وذكرت ذلك بشرحه فى موضعه.
٤٣٢ ـ قوله : (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٥) ، ثم قال :(وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩) كرر ، وحذف الضمير من الثانى ، لأنه لما نزل (وَأَبْصِرْهُمْ) قالوا : متى هذا الوعد الذى توعدنا به؟ فأنزل الله : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) (١٧٦) ، كرّر تأكيدا. وقيل : الأولى فى الدنيا ، والثانية فى العقبى ، والتقدير : أبصر ما ينالهم ، فسوف يبصرون ذلك (١).
وقيل : أبصر (٢) حالهم بقلبك فسوف يبصرون معاينة ، وقيل : بعد ما ضيعوا من أمرنا فسوف يبصرون ما يحل بهم.
وحذف الضمير من الثانى اكتفاء بالأول ، وقيل : (الضمير (٣) مضمر تقديره : ترى اليوم خيرهم إلى تول ، وترى بعد اليوم ما تحتقر ما شاهدتهم فيه من عذاب الدنيا.
وذكر فى المتشابه : (فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ) (٩١) بالفاء ، وفى الذاريات : (قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) (٢٧) بغير فاء ، لأن ما فى هذه السورة اتصلت جملة بخمس جمل كلها مبدوءة بالفاء على التوالى وهى :(فَما ظَنُّكُمْ) الآيات «٨٧ ـ ٩٠» والخطاب للأوثان تقريعا لمن زعم أنها تأكل وتشرب.
وفى الذاريات متصل بمضمر تقديره : فقربه إليهم فلم يأكلوا ، فلما رآهم لا يأكلون. والخطاب للملائكة ، فجاء فى كل موضع بما يلائمه.
__________________
(١) انظر : (تفسير القرطبى ١٧ / ٤٥).
(٢) فى ب : (بصرهم حالهم) ، وفى أ : (أبصرهم حالهم).
(٣) سقط من ب.