التقدير : فلنولينك قبلة ترضاها ، (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (١). والخطاب فى الآيتين للنبى صلىاللهعليهوسلم ، والمراد به غيره.
٦٢ ـ قوله : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) (٧٣) فى هذه السورة ، وفى البقرة : (قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) (١٢٠) ، لأن الهدى فى هذه السورة هو الدين ، وقد تقدم فى قوله : (لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) (٧٣) ، وهدى الله : الإسلام ، فكأنه قال بعد قولهم : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ). قل : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) كما سبق فى أول السورة.
والذى فى البقرة معناه : القبلة ، لأن الآية نزلت فى تحويل القبلة ، وتقديره : قل : إن قبلة الله هى الكعبة.
٦٣ ـ قوله : (مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً) (٩٩) ليس هاهنا (به) ولا واو العطف ، وفى الأعراف : (مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها) (٨٦) بزيادة (به) وواو العطف ، لأن القياس : آمن به كما فى الأعراف ، لكنها حذفت فى هذه السورة موافقة لقوله : (وَمَنْ كَفَرَ). فإن القياس أيضا : كفر به ، وقوله : (تَبْغُونَها عِوَجاً) هاهنا حال ، والواو لا تزداد مع الفعل إذا وقع حالا ، نحو قوله : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) «٧٤ ـ ٦» و (دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) «٣٤ : ١٤» وغير ذلك. وفى الأعراف عطف على الحال ، والحال قوله : (تُوعَدُونَ) ، و (تَصُدُّونَ) عطف عليه ، وكذلك (تَبْغُونَها عِوَجاً).
٦٤ ـ قوله : (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (١٢٦). هاهنا بإثبات (لَكُمْ) وتأخير (بِهِ). وحذف (إِنَّ اللهَ) ، وفى الأنفال (١٠) بحذف (لَكُمْ) وتقديم (بِهِ) وإثبات (إِنَّ اللهَ) ، لأن البشرى هنا للمخاطبين (١) ، فبين وقال : (لَكُمْ). وفى الأنفال قد تقدم
__________________
(١) ما بين الحاصرين سقط من ب.