السورة ، وبعدها : (مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) (٢٥) ، وفى المائدة (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) (٥) ، لأن فى هذه السورة وقع فى حق الأحرار المسلمين ، فاقتصر على لفظ (غَيْرَ مُسافِحِينَ). والثانية الجوارى. وما فى المائدة فى الكتابيات ، فقال : (وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) ، حرمة للحرائر المسلمات ، لأنهن إلى الصيانة أقرب ، ومن الخيانة أبعد ، ولأنهن لا يتعاطين ما يتعاطاه الإماء والكتابيات من اتخاذ الأخدان.
٧٢ ـ قوله : (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) (٤٣). فى هذه السورة ، وزاد فى المائدة : (مِنْهُ) (٦) ، لأن المذكور فى هذه بعض أحكام الوضوء والتيمم ، فحسن الحذف ، والمذكور فى المائدة جميع أحكامها ، فحسن الإثبات والبيان.
٧٣ ـ قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) (٤٨). ختم الآية مرة بقوله : (فَقَدِ افْتَرى) (٤٨) ، ومرة بقوله : (فَقَدْ ضَلَ) (١١٦) ، لأن الأول نزل فى اليهود ، وهم الذين افتروا على الله ما ليس فى كتابهم ، والثانى نزل فى الكفار ولم يكن لهم كتاب ، فكان ضلالهم أشد (١).
٧٤ ـ قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) (٤٧) وفى غيرها : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) «٣ : ٦٥ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٩٩ و ٥ : ١٩ ، ٥٩ ... إلخ». لأنه سبحانه استخف بهم فى هذه الآية وبالغ ، ثم ختم بالطمس ورد
__________________
(١) الآيتان رقم ٤٨ ، ١١٦ من سورة النساء مكرّرتان فيما عدا تذييل كل منهما ، ففي الأولى : (فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً) ، وفى الثانية : (فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً). ولا تكرار ، لأن الأولى فى اليهود ، بدليل قوله تعالى قبلها : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ) [٤٤]. ثم قال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا) الآية [٤٧]. ولما كانوا قد عرفوا صحّة نبوته وكذبوا ، فقد افتروا إثما عظيما. أما الثانية ففي الكفار ، وقد جاء قبلها : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) [١١٥]. ومن فعل ذلك فقد ضل ضلالا بعيدا.