قوله : (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) [١٧] يعني الحجب السبعة التي تحجبه عن ربه عزوجل. فالحجاب الأول عقله ، والثاني علمه ، والثالث قلبه ، والرابع خشيته ، والخامس نفسه ، والسادس إرادته ، والسابع مشيئته.
فالعقل باشتغاله بتدبير الدنيا ، والعلم بمباهاته مع الأقران ، والقلب بالغفلة ، والخشية بإغفالها عن موارد الأمور عليها ، والنفس لأنها مأوى كل بلية ، والإرادة إرادة الدنيا والإعراض عن الآخرة ، والمشيئة بملازمة الذنوب.
قوله : (كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً) [٥١] يعني كلوا من الحلال قواما مع حفظ الأدب. والقوام ما يمسك به النفس ، ويحفظ فيه القلب والأدب فيه شكر المنعم ، وأدنى الشكر أن لا تعصيه بنعمة.
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) [٥٧] قال : الخشية انكسار القلب من دوام الانتصاب بين يديه ، ومن بعد هذه المرتبة الإشفاق ، وهو أرق من الخشية ، واللطف والخشية أرق من الخوف ، والخوف أرق من الرهبة ، فلكل منها صفة ومكان.
قوله : (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) [٧٦] قال : ما أخلصوا لربهم في العبودية ، ولا ذلوا له بالوحدانية.