ألا ترى أن موسى صعق عند التجلي ، ففي الضعف جابه النبي صلىاللهعليهوسلم في مشاهدته كفاحا ببصر قلبه ، فثبت لقوة حاله وعلو مقامه ودرجته.
قوله تعالى : (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) [٤٠] قال : أي سوف يرى سعيه ويعلم أنه لا يصلح للحق ويعلم الذي يستحقه سعيه ، وأنه لو لم يلحقه فضل الله لهلك سعيه.
قوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) [٤٣] قال : يعني أضحك المطيع بالرحمة ، وأهلك العاصي بالسخط ، وأضحك قلوب العارفين بنور معرفته ، وأبكى قلوب أعدائه بظلمات سخطه (١).
(وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) [٤٤] قال : أمات قلوب الأعداء بالكفر والظلمة ، وأحيا قلوب الأولياء بالإيمان وأنوار المعرفة.
(وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) [٤٨] قال : ظاهرها متاع الدنيا ، وباطنها أغنى بالطاعة وأفقر بالمعصية. وقال ابن عيينة : أغنى وأقنى أي أقنع وأرضى.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
__________________
(١) في تفسير القرطبي ١٧ / ١١٧ ورد قول التستري في تفسير الآية المذكورة : (أضحك الله المطيعين بالرحمة ، وأبكى العاصين بالسخط).