الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول عن ست وستين سنة رحمهالله تعالى ، وكان الشيخ محيي الدين النواوي رحمهالله تعالى يثني عليه ، ويرسل له الصبيان ليقرأوا عليه في بيته لأمانته عنده وصيانته وديانته انتهى.
١٦١ ـ الخانقاه الباسطية
بالجسر الأبيض غربي المدرسة الأسعردية وشمالي الخانقاه العزية ، أنشأها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل ناظر الجيوش الاسلامية والخوانق والكسوة الشريفة ، وكانت هذه الخانقاه دارا له ، فلما نزل السلطان الملك الأشرف برسباي إلى آمد سنة ست وثلاثين وثمانمائة خاف من نزول العسكر بها ، فجدد لها محرابا وأوقفها ، ثم اجتمع بهذا السلطان وعظم شأنه عنده ، وصار الحل والعقد بيده ، ولا يبرم الأشرف المذكور أمرا إلا برأيه ، وشرع في عمارة بلاد السلطان فزاد متحصلها بذلك ، وكان سعيد الحركات لم يصل أحد من المباشرين الى ما وصل إليه ، عمّر المدارس بالحرمين والقدس ، وبمصر على باب داره ، وبدمشق بالصالحية ، ووقف على ذلك كله أوقافا حسنة جيدة ، ورتب في الركبين الموفدين المصري والشامي سحابتين وما يحتاجان إليه من الجمال والرجال وغير ذلك ، وهما خيمتان كبيرتان على صفة الجملون برسم الفقراء والمساكين ، ورتب أيضا لكل سحابة خمسة وعشرين قنطارا من البقسماط وما يكفيهما من أحمال الماء جزاه الله خيرا ، وتقرر مملوكه جاني بك دواداره في استدراية السلطان وأوصى قبل وفاته الى جماعة منهم مملوكه المذكور ومملوكه الآخر أرغون وأسند النظر عليهما في تركته الى ناظر الجيوش الاسلامية محب الدين بن الأشقر والى الأمير جاني بك الجركسي ، وتوفي بمصر ثاني شوال سنة اربع وخمسين وثمانمائة وقد قارب الستين سنة ، وصلي عليه بدمشق صلاة الغائبة ، وكان والده عاقلا مداريا ، وغبطه السلطان بقرية حسرين من الغوطة ، ووالدته جركسيه ، وخلف ولدين ذكرين أبا بكر وعثمان وابنتين احداهما زوجة ابراهيم بن منجك ، والاخرى تزوج بها السلطان جقمق ، وطلب السلطان جقمق من أولاده مائة الف