فمن قصر حكى تقبيله الحسن وتسفيطه وقال علي بن منصور السروجي من أبيات يصف فيها دمشق :
في كل قصر بها للعلم مدرسة |
|
وجامع جامع للدين معمور |
كأن حيطانه زهر الربيع فما |
|
يمله الطرف فهو الدهر منظور |
يتلى القرآن به في كل ناحية |
|
والعلم يذكر فيه والتفاسير |
جامع الكريمي
٢ ـ بالقبيبات. قال الحافظ ابن كثير في تاريخه في سنة ثمان عشرة وسبعمائة : وفي بكرة يوم الاثنين التاسع من صفر قدم القاضي كريم الدين عبد الكريم بن المعلم هبة الله (١) ، وكيل الخاص السلطاني بالبلاد جميعها ، قدم دمشق فنزل في دار السعادة ، فأقام بها أربعة أيام ، وأمر ببناء جامع القبيبات الذي يقال له جامع كريم الدين ، وذهب الى زيارة بيت المقدس ، وتصدق بصدقات كثيرة وافرة ، وشرع في بناء الجامع بعد سفره انتهى. وقال فيها ايضا وفي سادس عشر شعبان خطب بجامع القبيبات الذي انشأه كريم الدين وكيل السلطان وحضر فيه القضاة والأعيان وخطب فيه الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الواحد بن يوسف بن الوزير الحراني الآمدي الحنبلي وهو من الصالحين الكبار ذوي الزهادة والعبادة والنسك والتوحيد وطيب الصوت وحسن السمت انتهى. وقال في سنة عشرين وسبعمائة : وفي العشر الأول من شوال جرى الماء بالنهر الكريمي الذي اشتراه كريم الدين وكيل الخاص بخمسة وأربعين ألفا أجراه في جدول الى جامعه بالقبيبات فعاش به الناس ، وحصل به الأنس لأهل تلك الناحية ، ونصبت عليه الأشجار والبساتين ، وعمل حو ض كبير تجاه الجامع من المغرب يشرب منه الناس والدواب ، وهو حوض كبير ، وعمل مطهرة ، وحصل بذلك نفع كبير ، ورفق زائد ، أثابه الله تعالى انتهى. وقال في سنة اربع وعشرين وسبعمائة : في شوال وفي الثالث والعشرين منه وجد كريم الدين الكبير وكيل الخاص السلطاني قد شنق
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٦٣.