الدخوار ، وعاش سبعا وتسعين سنة ممتعا بالسمع والبصر ، توفي يوم عاشوراء انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ثمان وعشرين المذكورة : الدخوار الطبيب واقف الدخوارية مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد ، المعروف بالدخوار شيخ الأطباء بدمشق ، وقد وقف داره بدرب العجل بالقرب من الصاغة العتيقة على الاطباء بدمشق مدرسة لهم وكانت وفاته من هذه السنة في صفر ، ودفن بسفح قاسيون ، وعلى قبره قبة على أعمدة في أصل الجبل شرقي الركنية ، وقد ابتلي بستة أمراض متعاكسة ، منها ريح اللقوة ، وكان مولده سنة خمس وستين وخمسمائة وكان عمره ثلاثا وستين انتهى كلامه. قال الأسدي في سنة ثمان وعشرين المذكورة : مهذب الدين الدخوار عبد الرحيم بن علي بن حامد الشيخ مهذب الدين الطبيب ، المعروف بالدخوار ، شيخ الاطباء ورئيسهم بدمشق ، وأخذ العربية عن الكندي ، وقرأ الطب على الرضي الرخي ثم لازم الموفق بن المطران مدة حتى مهر ، ثم أخذ عن الفخر المارديني لما قدم دمشق في أيام صلاح الدين وتخرج به جماعة كثيرة من الاطباء ، وروى عنه الشهاب القوصي وغيره شعرا ، وصنف في الصناعة الطبية كتبا منها : (كتاب الجنينة) و (اختصار الحاوي) لأبي بكر (١) الرازي و (مقالة في الاستفراغ) واختصر الأغاني وغير ذلك ، وقد أطنب ابن أبي أصيبعة (٢) في وصفه فقال : كان أوحد عصره ، وفريد دهره ، وعلامة زمانه ، واليه انتهت رئاسة الطب على ما ينبغي ، أتعب نفسه في الاشتغال حتى فاق اهل زمانه ، وحظي عند الملوك ، ونال المال والجاه ، وكان أبوه كحالا مشهورا ، وكذلك أخوه حامد بن علي ، وكان هو أول أمره يكحل ، وقد نسخ كتبا كثيرة بخطه المنسوب أكثر من مائة مجلد في الطب وغيره ، وخدم الملك العادل ، ولازم خدمة صفي الدين بن شكر ، وحظي عند العادل بحيث أنه حصل له منه في مرضه سنة عشر سبعة آلاف دينار مصرية ، ومرض الكامل بمصر فعالجه ، فكان مبلغ ما وصل اليه من الذهب في نوبه الكامل نحو اثني عشر الف دينار واربع عشرة بغلة بأطواق ذهب والخلع
__________________
(١) شذرات الذهب ٢ : ٢٦٣.
(٢) أبن كثير ١٣ : ٢٧٢.