الأطلس وغيرها وذلك في سنة اثنتي عشرة ، وولاه العادل رئاسة أطباء مصر والشام ، وكان خبيرا بكل ما يقرأ عليه ، وقرأت عليه مدة ، وكان في كبره يلازم الاشتغال ويجتمع كثيرا بالسيف الآمدي ، وحفظ شيئا من كتبه ، وحصل معظم مصنفاته ، ونظر في الهيئة والنجوم ، ثم طلبه الأشرف فتوجه اليه سنة اثنتين وعشرين فأكرمه وأقطعه ما يغلّ في السنة نحو الف وخمسمائة دينار ، ثم عرض له ثقل في لسانه واسترخاء ، فجاء الى دمشق لما ملكها الأشرف سنة ست وعشرين فولاه رياسة الطب ، وجعل له مجلسا لتدريس الصنعة ، ثم زاد به ثقل لسانه حتى بقي لا يكاد يفهم كلامه ، فكان الجماعة يبحثون قدامه ويجيب هو ، وربما كتب لهم الذي يشكل في اللوح ، واجتهد في علاج نفسه ، واستعمل المعاجين الحارة فعرضت له حمى قوية ، وتوالت عليه أمراض كثيرة ، توفي في صفر ودفن في تربة له بقاسيون فوق الميطور شرقي الركنية ، وعلى قبره قبة على أعمدة. قال بعضهم : بعد ما أسهل أشهرا فظهر فيه غير واحد من الأمراض وسالت عينه انتهى. وقال ابن كثير : ابتلى بستة امراض متعاكسة ، ووقف داره بالصاغة العتيقة مدرسة للطب انتهى. وكان معاصره المهذب الموصلي. قال ابن كثير في سنة عشر وستمائة وفي المحرم منها : توفي المهذب الطبيب المشهور وهو علي بن أحمد بن مقبل الموصلي شيخ الحديث ، وكان أعلم أهل زمانه بالطب وله فيه تصنيف حسن ، وكان كثير الصدقة حسن الأخلاق انتهى. ثم قال في سنة سبع وستين وستمائة : الطبيب الماهر شرف الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن حيدرة الرخي شيخ الأطباء بدمشق ، ومدرس الدخوارية عن وصية واقفها ، وله بذلك التقدم في هذه الصناعة على أقرانه من أهل زمانه ومن شعره قوله :
يساق بنو الدنيا الى الحتف عنوة |
|
ولا يشعر الباقي بحالة من يمضي |
كأنهم الأنعام في جهل بعضها |
|
بما تم من سفك الدماء على بعض |
وقال الذهبي في العبر في سنة تسعين وستمائة : والسويدي ابن الحكيم العلامة شيخ الأطباء عز الدين أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن علي بن طرخان الأنصاري الدمشقي الشافعي ، ولد سنة ستمائة ، وسمع من الشمس بن العطار ،