مقرئ أولى منهما يعني به الشيخ مجد الدين المذكور ، وكان نحوي عصره بدمشق ، وامتحن على يدي الأمير سيف الدين كراي النائب بدمشق ، فضربه بباب القصر الابلق بالعصي ضربا شديدا ، لما القى المصحف وسب الأمير الخطيب جلال الدين قال له الشيخ مجد الدين : اسكت ، وقوى نفسه فرماه وضربه ، وكان في وقت قدوم الشمس الباجربقي ودخل عليه أمره ، ثم أنه أناب وتاب ، وجاء الى القاضي المالكي واعترف عنده وناب ، وهو الذي كشف أمره انتهى. وقد مرت ترجمته في الصالحية ، وهي تربة أم الصالح التي كان حقها أن توضع في هذا الفصل باختصار. وقال ابن كثير في سنة ثماني عشرة وسبعمائة : في يوم الاربعاء ثاني عشرين شوال باشر بدر الدين محمد بن بضحان مشيخة الاقراء بتربة أم الصالح عوضا عن الشيخ مجد الدين التونسي توفي ، وحضر عنده الأعيان والفضلاء ، وقد حضرته يومئذ ، وقبل ذلك باشر مشيخة الاقراء بالأشرفية عوضا عن الشيخ محمد بن خروف الموصلي. انتهى. وقال الحسيني في ذيله في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة : ومات بدمشق مقريها العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن علي الرقي ثم الدمشقي الحنفي الاعرج عن أربع وسبعين سنة ، حدث عن الفخر وطائفة ، وقرأ على الفاروثي والفاضل ، وأقرأ بالأشرفية ، توفي سلخ شهر صفر. ثم أقرأ بها الامام سيف الدين الحريري ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. ثم أقرأ بها المفنن شهاب الدين بن النقيب ، وقد مرت ترجمته في الصالحية وهي تربة أم الصالح ، ثم أقرأ بها الشيخ شهاب الدين ابن بلبان ، وقد مرت ترجمته في أم الصالح أيضا المذكورة ، ثم ولي هذه التربة بعده الشيخ أمين الدين عبد الوهاب بن السلار والله تعالى أعلم.
٣٠٥ ـ التربة المحمدية الأمينية العيشية الأنصارية
شمالي الجامع المظفري بسفح قاسيون. قال الحافظ البرزالي في تاريخه في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة : وفي بكرة يوم الجمعة وقت آذان الفجر الثالث المحرم توفي الشيخ الأمين الصدر أمين الدين أبو عبد الله محمد بن فخر الدين أحمد