فصل
المدارس المالكية
١٤٠ ـ الزاوية المالكية
قال عز الدين رحمهالله تعالى : الزاوية بالجامع واقفها السلطان الملك الناصر صلاح الدين رحمهالله تعالى ، ملاصق المقصورة الحنفية من غربي الجامع بدمشق انتهى. وقد مرت ترجمة السلطان هذا في المدرسة الصلاحية الشافعية باختصار. ثم قال عز الدين رحمهالله تعالى (بعد أن أخلى بياضا) : ثم درس بها الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان ، ثم بعده الشيخ زين الدين الزواوي ، ثم بعده جمال الدين أبو يعقوب يوسف الزواوي ، وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. قال ابن كثير رحمهالله تعالى في تاريخه سنة ست وأربعين وستمائة : الشيخ أبو عمرو بن الحاجب المالكي عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الرويني ثم المصري العلامة أبو عمرو ابن الحاجب ، كان أبوه حاجب الأمير عز الدين موسك الصلاحي ، واشتغل هو بالعلم فقرأ القراآت وحرر النحو تحريرا بليغا ، وتفقه وساد أهل عصره ، وكان رأسا في علوم كثيرة ، منها الأصول والفروع والعربية والنحو والتصريف والعروض والتفسير وغير ذلك ، وكان قد استوطن دمشق في سنة سبع عشرة وستمائة ودرس بها للمالكية بالجمامع حتى كان خروجه صحبة الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمهالله تعالى في سنة ثمان وثلاثين ، فسار إلى الديار المصرية حتى كانت وفاة الشيخ أبي عمرو عثمان رحمهالله تعالى في هذه السنة بالاسكندرية ، ودفن بالمقبرة التي بين المنارة والبلد. قال الشيخ أبو شامة رحمهالله تعالى : وكان من أذكى الأئمة قريحة ، وكان ثقة حجة متواضعا عفيفا كثير الحياء منصفا محبا للعلم وأهله ناشرا له ، محتملا للأذى صبورا على البلوى ، قدم دمشق مرارا