اشتغل بالفقه ، وسمع الكثير من اصحاب ابن طبرزد وحنبل والكندي ومن بعدهم ، ونسخ بخطه كثيرا ، وحصل النسخ والاصول وتعب في ذلك ، وخرج لنفسه ولبعض الشيوخ ، ورحل الى الديار المصرية والى حلب المحروسة ، وحج مرات ، وزار القدس الشريف ، وسمع في البلاد وحصل تحصيلا كثيرا ، وكان من أعيان الشهود العدول لازم الشهادة وكتابة الشروط مدة طويلة ، وكان رجلا جيدا فيه ديانة وخير ومحبة للعلم ، واسمع جملة من مسموعاته ، ورافقته في الحج فرأيت فيه حرصا على العبادة والخير ، وكان شيخ الحديث بمشهد ابن عروة وبالتربة الكاملية الصلاحية ، بالصالحية ، وله وظائف وجهات انتهى. وقال الذهبي في ذيل العبر : في سنة ثلاث وثلاثين المذكورة : ومات الامام المحدث العدل شمس الدين محمد بن ابراهيم بن غنائم بن المهندس الصالحي الحنفي في شوال عن ثمان وستين سنة ، سمع ابن ابي عمر وابن شيبان ومن بعدهما ، وكتب الكثير ، ورحل وخرج وتعب ، ونسخ تهذيب الكمال للمزي مرتين ، مع الدين والتواضع ومعرفة الشروط انتهى. وقال السيد في ذيل العبر في سنة سبع وأربعين وسبعمائة : ومات شيخنا ابو العباس أحمد بن ابراهيم بن المهندس الحنفي ، سمع الفخر وابن شيبان وخلقا باعتناء أخيه المحدث شمس الدين ، وولي مشيخة الكاملية بالجبل بعد أخيه ، توفي في شوال انتهى رحمهالله تعالى.
٢٩٧ ـ التربة الكاملية الجوانية
شرقي الخانقاه السميساطية ، قال عز الدين الانصاري الحلبي : ولما ملكها يعني دمشق الملك الكامل وتوفي بها ، عمدت بناته الثلاث الى أماكن في جوار باب الناطفائيين فاشتروها وعمروها تربة مفتوحة الشبابيك الى الجامع وبها قراء انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة خمس وثلاثين وستمائة : والكامل سلطان الوقت ناصر الدين ابو المعالي محمد بن العادل ابي بكر بن ايوب ، ولد سنة ست وسبعين وخمسمائة ، وتملك الديار المصرية تحت جناح والده عشرين سنة وبعده عشرين سنة ، وملك دمشق قبل موته بشهرين وتملك حران وأمد وتلك الديار ،