الصفدي نوادره إلى أن قال : وكان من أكابر امراء دمشق ، أوصى عند ما توفي أن يدفن عند أبيه بتربة الكامل ، فما أمكن ، ودفن بتربة جدتهم ام الصالح ، وله أولاد أمراء ولم يزل هو وهم في ديون ضخمة من كرمهم وتبذيرهم ، وكانت وفاته سنة سبع وعشرين وسبعمائة انتهى. وقال الأسدي في شهر رمضان سنة ست عشرة وثمانمائة من ذيله على تاريخ شيخه : وما وقع في هذا الشهر منازعة بين الشيخ شهاب الغزي وابن خطيب نقربين في نظر الكاملية ، بأن الشيخ شهاب الدين بيده تفويض من قاضي القضاة ابن الأخنائي وفتوى من شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني بأن القاضي إذا فوض النظر المشروط له نظره لم يجز عزله بعد ذلك ، وبيد ابن خطيب نقربين ولايته من نوروز ، وجرى بينهما أمور واجتمع الغزي بنوروز واستمر في وظيفته انتهى. قال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ترجمة قاضي القضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري : ولاه نور الدين الشهيد قضاء دمشق ، وهو الذي أحدث الشباك الكمالي الذي يصلي فيه نواب السلطنة اليوم انتهى. ورأيت في الروضتين. وإليه ينسب الشباك الكمالي بجامع دمشق الغربي ، وهو الذي حكمت به القضاة مدة ويصلون فيه الجمعة في زماننا انتهى.
٢٩٨ ـ التربة المختارية الطواشية
وهي تربة الطواشي ظهير الدين مختار ، وهو البلبيسي الخازندار بالقلعة وأحد أمراء الطبلخانات بدمشق ، كان خيرا دينا فاضلا ، يحفظ القرآن ويؤديه بصوت حسن طيب ، ووقف مكتبا للأيتام على باب قلعة دمشق ، ورتب لهم الكسوة والجامكية ، وكان يمتحنهم بنفسه ويفرح بهم ، وعمل له تربة خارج باب الجابية ، ووقف عليها القريتين وبنى عندها مسجدا حسنا ، ووقفه بإمام ، وهي أول ما عمل من الترب بذلك الخط ، وهي قبلي الصابونية الآن ، ودفن بها في يوم الخميس عاشر شعبان ، وقد كان حسن الشكل والأخلاق ، وعليه سكينة ووقار وهيبة وله وجاهة في الدولة ، وولي بعده الخزانة سميه مختار وهو الملقب بظهير الدين رحمهماالله تعالى انتهى.