فاستقر الحال في امرها على ما قال الشيخ تقي الدين بن تيمية في يوم الأحد الخامس والعشرين منه ، وشرعوا في بنائه بأمر السلطان ومساعدته لنائبه في ذلك انتهى. وقال فيها أيضا : وفي شعبان تكامل بناء الجامع الذي عمره الأمير تنكز ظاهر باب النصر ، واقيمت الجمعة فيه يوم عاشر شعبان ، وخطب فيه الشيخ نجم الدين علي بن داود بن يحي الحنفي المعروف بالقحفازي (١) من مشاهير الفضلاء بدمشق ، وذوي الفنون المتعددة بها وحضر نائب السلطان والقضاة والأعيان والقراء والمنشدون وكان يوما مشهودا انتهى ، وقد تقدمت ترجمة منشئه تنكز ملخصة في دار القرآن والحديث له انتهى والله اعلم.
جامع السلطان :
١١ ـ خلف مسجد المؤيد. قال الأسدي في ذيله : في جمادى الاولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة وفي يوم الثلاثاء تاسعه هموا في عمارة الجامع الذي رسم ببنائه السلطان تحت القلعة مقابل برج باب الحديد ، وكان له مدة قد بطلوا العمل فيه ، ولكن نقلوا اليه في هذه المدة حجارة كثيرة كبارا من السور الذي عند باب جيرون انتهى.
جامع التوبة :
١٢ ـ بالعقيبة : قال ابن شداد أنشأه الملك الأشرف ابو الفتح موسى ابن الملك العادل سيف الدين ابي بكر بن أيوب في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ، وكان يعرف قديما بخان الزنجاري ، وكان به كل مكروه من القيان وغيره ، وولي خطابته الركن الطوسي ولم يزل بها الى ان توفي ووليها بعده العماد المعروف بالواسطي واسمه احمد ، ولم يزل بها الى أن اخرج عن دمشق لأمور انكرت عليه ، وقد نظم في ذلك ابياتا شرف الدين بن عنين فقال :
يا مليكا ملا الرح |
|
من بالعدل زمانه |
جامع التوبة قد |
|
حملني منه امانه |
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ١٤٣.