وكان قيمة ذلك ما يزيد على مائة الف درهم ، فقطعوها ، ونهبوا مطبخه وما قدروا عليه من الشعير والجمال والمتاع ، وأما العسكر فساقوا خلفه ، وتتابعت عليه الجيوش ، واحاطت به العرب من كل جانب فألجؤوه الى واد بين حماة وحمص ، فدخل الى نائب حماة بعد ان قاسى من الشدائد ما قاسى فاستجار به فأجاره وأنزله واكرمه. وكتب الى السلطان الملك المظفر يعلمه بذلك ، فجاءه الجواب بمسكه ، فقبض عليه نائب حماة وقيده وأرسل به متحفظا عليه ، فلما وصل الى قاقون جاءه أمر الله تعالى فخنق هناك واحتزوا رأسه ومضوا به الى القاهرة ، ثم قدم الى دمشق شيخنا الآمير نجم الدين الزيبق صحبة الصاحب علاء الدين الحراني للحوطة على اموال يلبغا ومن معه من الأمراء انتهى. ثم قال : في ثامن جمادى الآخرة قدم الآمير سيف الدين ارغون شاه من حلب المحروسة على نيابة دمشق انتهى. وقال ابن حبيب (١) في هذا الجامع شعرا.
يمم دمشق ومل الى غربيها |
|
والمح معاني حسن جامع يلبغا |
من قال من حسد رأيت نظيره |
|
بين الجوامع في البلاد فقد لغا |
قال الأسدي في ذيله في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة : في المحرم وفي يوم السبت الرابع والعشرين منه رأيت القبة التي كانت مشهورة بقبة جامع يلبغا قد أزيلت وبني موضعها سقف على المسجد ، فعل ذلك الآمير محمد بن منجك ، وكان بسبب ذلك ان الناس كانوا يظنونها قبة يلبغا وان الزاوية له ، وانما ذلك للامير الامجد محمد بن منجك رحمهالله تعالى وقبة يلبغا فإنها غربيها انتهى. ولعل صوابه شرقيها والله تعالى اعلم.
جامع تنكز :
١٠ ـ قال ابن كثير في تاريخه في سنة سبع عشرة وسبعمائة ، وفي صفر منها شرع في عمارة الجامع الذي أنشأه امير الأمراء تنكز نائب الشام ظاهر باب النصر تجاه حكر السماق على نهر بانياس بدمشق وتردد القضاة والعلماء في تحرير قبلته ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٢٦٢.