وكانت امرأة عاقلة مدبرة ، عمرت دهرا ، ولها أموال جزيلة عظيمة ، وهي التي كانت تصلح الأطعمة للمغيث عمر ابن الصالح أيوب (١) ، فصادرها الصالح اسماعيل ، وأخذ منها أربعمائة صندوق من المال ، وقد وقفت دارها بدمشق على خدامها ، واشترت بستان النجيب ياقوت الذي كان خادم الشيخ تاج الدين الكندي ، وجعلت فيه تربة ومسجدا ، ووقفت عليهما أوقافا جيدة انتهى. ومنها بستان بصاروا انتهى.
٢٦٠ ـ التربة الخطابية
بسفح قاسيون : قال ابن كثير في سنة خمس وعشرين وسبعمائة : خطاب باني خان خطاب الذي بين الكسوة وغياغب ، الأمير عز الدين خطاب بن محمود ابن مرتعش العراقي ، كان شيخا كبيرا ، له ثروة من المال كبيرة وأموال وأملاك ، وله حمام بحكر السماق ، وقد عمر الخان المشهور المذكور ، بعد موته إلى ناحية كتف المصري ما يلي غباغب ، وهو بمرج الصفر ، وقد حصل الكثير من المسافرين به رفق ، توفي في تاسع عشر شهر ربيع الآخر ودفن بتربته بسفح قاسيون رحمهالله تعالى.
٢٦١ ـ التربة الخاتونية
على نهر يزيد بصالحية دمشق قبلي المدرسة الجهار كسية ، وهي تربة عصمة الدين الخاتون بنت الأمير معين الدين زوجة نور الدين ثم صلاح الدين وواقفة المدرسة التي بدمشق للحنفية وقد مرت ترجمتها فيها ، والخانقاه التي عند جامع تنكز ، أنشأها سنة سبع وسبعين وخمسمائة كما هو مكتوب على الشباك المطل على الطريق ، وقد وسع هذه التربة وعملها جامعا ، ويعرف الآن بجامع الجديد وأقيمت فيه الجمعة ، الفقير الى الله تعالى سليمان بن حسين العقيري التاجر ، وذلك بتولي الفقير الى الله تعالى علي بن التدمري ، وذلك في شهور سنة تسع وسبعمائة
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٢١٥.