وببغداد من ابن الجوزي وطبقته ، وسمع ببلاد شتى ، يقال إنه كتب عن ازيد من خمسمائة شيخ ، وحصل أصولا كثيرة ، وأقام بهراة ومرو ، وله اجازة من السلفي وشهدة. قال ابن النجار : وكتب عنه ببغداد ونيسابور ودمشق ، وهو حافظ متقن ثبت ، ثقة صدوق ، نبيل حجة ، عالم بالحديث وأحوال الرجال ، له مجموعات وتخريجات وهو ورع ، تقي ، زاهد ، عابد ، محتاط في أكل الحلال ، مجاهد في سبيل الله ، ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم ، واثنى عليه عمر بن الحاجب والشرف بن النابلسي والذهبي. وقال بنى مدرسة على باب الجامع المظفري واعانه عليها بعض أهل الخير ، روى عنه ابن نقطة ، وابن الخباز وابن النجار ، والبرزالي ، وابن الحاجب وابن أخيه الفخر بن البخاري ، والقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة ، وابو بكر بن عبد الدايم ، وعيسى المطعم ، وخلق ، توفي رحمهالله تعالى يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة ، ودفن بجبل قاسيون انتهى. ثم ذكر بعده محمد بن عبد المنعم بن غازي بن هامان بن موهوب الحراني الى ان قال وأقام بدمشق ، ووقف كتبه وأجزاءه بمدرسته ، واثنى عليه البرزالي ، توفي بدمشق بالمارستان الصغير ليلة الأربعاء ثاني شهر رمضان سنة احدى وسبعين وستمائة ، ودفن من الغد بسفح قاسيون انتهى. ثم قال ابن شداد : اول من ذكر بها الدرس بانيها ، ثم بعده الشيخ عز الدين بن تقي الدين ثم من بعده شمس الدين خطيب جبل الصالحية قاضي القضاة وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. وقال الذهبي في تاريخه العبر في سنة ثمان وثمانين وستمائة : وابن الكمال المحدث الامام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن احمد المقدسي الحنبلي ، ولد سنة سبع وستمائة ، وسمع الكندي وابن الحرستاني حضورا ، ومن داود بن ملاعب وطائفة ، وعنى بالحديث وجمع وخرج ، مع الدين المتين والورع والعبادة ، وولي مشيخة الضيائية ، ومشيخة الأشرفية بالجبل ، توفي رحمهالله تعالى في تاسع جمادى الأولى انتهى. وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين : المحدث شمس الدين بن الكمال محمد بن عبد المنعم بن عبد الواحد بن أحمد الامام المحدث