أبو حفص حضر على أبي الحسن بن البخاري ، وسمع بالقاهرة ، ودخل بغداد وأقام ثلاثة أيام ، وتفقه وبرع في الفقه والفرائض ، ولازم الشيخ تقي الدين وغيره ، وكتب بخطه الكثير من كتب المذاهب ، وكان خيرا ، دينا ، حسن الأخلاق ، متواضعا ، بشوشا ، فاضلا ، فرضيا ، وذكره الذهبي في معجمه المختص ، وقال فيه : عالم ذكي ، متواضع ، بصير بالفقه والعربية ، سمع الكثير ، وولي مشيخة الضيائية ، فألقى دروسا محررة ، توفي رحمهالله تعالى في سنة تسع واربعين وسبعمائة مطعونا شهيدا انتهى. وقال فيها أيضا : شمس الدين القباقبي محمد بن محمد بن ابراهيم بن عبد الله المرداوي الشيخ الامام شمس الدين الشهير بالقباقبي ثم الصالحي ، سمع على أحمد بن عبد الهادي (١) نسخة اسماعيل ابن قيراط ابي الفخر عن الخشوعي ، وله يد طولى في الفقه ، اشتغل وأفتى ودرس ، وانتفع به جماعة منهم صاحبنا الشيخ شمس الدين النسيلي ، باشر درس الضيائية جوار جامع المظفري ، وحضرنا درسه بحضور قاضي القضاة شهاب الدين بن الحبال وجدي الشيخ شرف الدين وغيرهما ، توفي رحمهالله تعالى يوم الاربعاء ثامن عشر ذي القعدة سنة ست وعشرين وثمانمائة ودفن بالصالحية.
فوائد : الاولى قال فيها أيضا : أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الشيخ المحدث موفق الدين قاريء الحديث بالضيائية ، وله اعتناء بالحديث ، وحصل الأجزاء ، وصار له معرفة وفهم ، وكان شابا حسنا دينا محببا الى الناس سمع من ابن عبد الدائم ، فمن بعده توفي سنة ثلاث وتسعين وستمائة.
الثانية : اعادة بيد الشيخ علي البغدادي.
الثالثة : الوقف عليها غالب دكاكين السوق الفوقاني ، وحوانيت وجنينة في النيرب وأرض بسقبا ، ويؤخذ لأهلها ثلث قمح ضياع وقف دار الحديث الأشرفية بالجبل الدير والدوير والمنصورة والتليل والشرفية انتهى.
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ١٧١.