صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف : ٣٩].
وكقوله سبحانه : (قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد : ١٦].
وكقوله عز شأنه : (قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) [ص : ٦٥].
وكقوله : (لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) [الزمر : ٤] فدل هذا على توحده وانفراده بالقهر لجميع الخلق وأنهم جميعا مقهورون تحت سلطانه فهو سبحانه الذي قهر جميع الكائنات وذلت له جميع المخلوقات ، فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلّا بإذنه وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وجميع الخلق فقراء إليه عاجزون لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ، ولا خيرا ولا شرا ، وقهره تعالى لجميع خلقه مستلزم لكمال حياته وعزته واقتداره اذ لو لا هذه الأوصاف الثلاثة لا يتم له قهر ولا سلطان.
* * *
وكذلك الجبار من أوصافه |
|
والجبر في أوصافه نوعان |
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا |
|
ذا كسرة فالجبر منه دان |
والثاني جبر القهر بالعز الذي |
|
لا ينبغي لسواه من إنسان |
وله مسمى ثالث وهو الع |
|
لو فليس يدنو منه من انسان |
من قولهم جبارة للنخلة العلي |
|
ا التي فاتت لكل بنان |
الشرح : قال صاحب النهاية : (في أسماء الله تعالى الجبار ومعناه الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهى يقال جبر الخلق وأجبرهم وأجبر أكثر ، وقيل هو العالى فوق خلقه وفعال من أبنية المبالغة ومنه قولهم نخلة جبارة وهي العظيمة التي