الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) [الأنبياء : ٤٧].
فهو سبحانه على صراط مستقيم في قوله وفعله وحكمه.
* * *
فصل
هذا ومن أوصافه الق |
|
دوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمن |
وهو السلام على الحقيقة سالم |
|
من كل تمثيل ومن نقصان |
الشرح : هذا تفسير لاسميه الكريمين (القدوس والسلام) ومعناهما متقاربان فان القدوس مأخوذ من قدس بمعنى نزهه وأبعده عن السوء مع الاجلال والتعظيم والسلام مأخوذ من السلامة ، فهو سبحانه السالم من مماثلة أحد من خلقه ، ومن النقصان ، ومن كل ما ينافي كماله ، فهذا ضابط ما ينزه عنه. ينزه عن كل نقص بوجه من الوجوه. وينزه ويعظم عن أن يكون له مثيل أو شبيه أو كفو أو سمى أو نديد أو مضاد وينزه عن نقص صفة من صفاته التي هي أكمل الصفات وأعظمها وأوسعها ، ومن تمام تنزيهه عن ذلك إثبات صفات الكبرياء والعظمة له فان التنزيه مراد لغيره ومقصود به حفظ كماله عن الظنون السيئة ، كظن الجاهلية الذين يظنون به غير ما يليق بجلاله ، فاذا قال العبد مثنيا على ربه (سبحان الله) أو (تقدس الله) أو (تعالى الله) كان مثنيا عليه بالسلامة من كل نقص واثبات كل كمال.
* * *
والبر في أوصافه سبحانه |
|
هو كثرة الخيرات والاحسان |
صدرت عن البر الذي هو وصفه |
|
فالبر حينئذ له نوعان |
وصف وفعل فهو بر محسن |
|
مولى الجميل ودائم الاحسان |