الى ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فانه لم يغض مما بيده».
* * *
وكذلك الفتاح من أسمائه |
|
والفتح في أوصافه أمران |
فتح بحكم وهو شرع الهنا |
|
والفتح بالأقدار فتح ثان |
والرب فتاح بذين كليهما |
|
عدلا وإحسانا من الرحمن |
قال صاحب (النهاية) : (في أسماء الله تعالى الفتاح : هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده ، وقيل معناه الحاكم بينهم ، يقال فتح الحاكم بين الخصمين اذا فصل بينهما ، والفاتح الحاكم والفتاح من أبنية المبالغة) فالفتاح هو الحكم المحسن الجواد وفتحه تعالى نوعان. (١) أحدهما فتحه بحكمه الديني وحكمه الجزائي (٢) والثاني فتحه بحكمه القدري. ففتحه بحكمه الديني هو هدايته لعباده وشرعه لهم على ألسنة رسله جميع ما يحتاجون إليه ويستقيمون به على صراطه المستقيم.
وأما فتحه الجزائي فهو فتحه لأنبيائه وأتباعهم باكرامهم ونجاتهم وإهانة أعدائهم وعقوباتهم وكذلك فتحه بين الخلائق يوم القيامة حين يوفى كل إنسان جزاء عمله من خير أو شر.
وأما فتحه القدري فهو ما يقدره على عباده من خير وشر ونفع وضر وعطاء ومنع قال تعالى : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [فاطر : ٢]. فالرب تعالى هو الفتاح العليم الذي ينفتح بعنايته كل منغلق وبهدايته يكشف كل مشكل ومفاتيح الغيب والرزق كلها بيده وهو الذي يفتح لعباده الطائفين خزائن جوده وكرمه ، ويفتح على أعدائه ضد ذلك ، وذلك بفضله وعدله.
* * *
وكذلك الرزاق من أسمائه |
|
والرزق من أفعاله نوعان |