رزق على يد عبده ورسوله |
|
نوعان أيضا ذا معروفان |
رزق القلوب العلم والإيمان |
|
والرزق المعد لهذه الأبدان |
هذا هو الرزق الحلال وربنا |
|
رزاقه والفضل للمنان |
والثاني سوق القوت للأعضاء في |
|
تلك المجاري سوقه بوزان |
هذا يكون من الحلال كما يكو |
|
ن من الحرام كلاهما رزقان |
والله رازقه بهذا الاعتبا |
|
ر وليس بالإطلاق دون بيان |
الشرح : ومن أسمائه سبحانه (الرزّاق) وهو مبالغة من رازق للدلالة على الكثرة مأخوذ من الرزق : بفتح الراء الذي هو المصدر. وأما الرزق بكسرها فهو اسم لنفس الشيء الذي يرزق الله به العبد. فمعنى الرزاق الكثير الرزق لعباده الذي لا تنقطع عنهم أمداده وفواضله طرفة عين ، والرزق كالخلق صفة من صفات الفعل ، وهو شأن من شئون ربوبيته عزوجل ، لا يصح أن ينسب إلى غيره ، فلا يسمى غيره رازقا ، كما لا يسمى خالقا ، قال تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) [الروم : ٤٠] فالأرزاق كلها بيد الله وحده ، فهو خالق الأرزاق والمرتزقة وموصلها إليهم وخالق أسباب التمتع بها ، فالواجب نسبتها إليه وحده وشكره عليها فهو موليها وواهبها.
ورزقه تعالى لعباده نوعان : عام وخاص.
فالعام : إيصاله لجميع خلقه كل ما يحتاجون إليه في معاشهم وقيامهم فيسهل لهم سبيل الأرزاق ويدبرها في أجسامهم ويسوق إلى كل عضو صغير وكبير ما يحتاجه من القوت ، فهذا عام للبر أو الفاجر ، والمسلم والكافر بل للإنس والجن ، والحيوانات كلها.
وهذا الرزق قد يكون من الحلال الذي لا تبعة على العبد فيه ، وقد يكون من الحرام ، ولكنه يسمى رزقا بهذا الاعتبار الذي هو سوقه للأعضاء وهدايتها لامتصاصه والانتفاع به ، فيصح أن يقال : رزقه الله بهذا الاعتبار سواء ارتزق من حلال أم من حرام. وهذا يقال له مطلق الرزق.