والسمع والبصر والعزة والكبرياء والعظمة ونحوها ، فالحي والقيوم متضمنان لصفات الكمال كلها وهما القطبان لأفق سمائها فلا تتخلف عنهما صفة منها أصلا ولهذا ورد أنهما اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب. وإنما كان هذان الاسمان العظيمان متضمنين لسائر صفات الكمال لأن الحياة تعتبر شرطا للاتصاف بجميع الكمالات في الذات من العلم والقدرة ، والإرادة والسمع والبصر والكلام إلخ ، فإن غير الحي لا يتصف بهذه الصفات ، فمن كملت حياته كان أكمل في كل صفة تكون الحياة شرطا لها وأما القيوم فلما كان أحد معانيه أنه الكثير القيام بشئون خلقه ، بحيث لا يغفل عنهم لحظة ، كان ذلك مستلزما لكمال أفعاله ودوامها.
* * *
هو قابض هو باسط هو خافض |
|
هو رافع بالعدل والإحسان |
وهو المعز لأهل طاعته وذا |
|
عز حقيقي بلا بطلان |
وهو المذل لمن يشاء بذله الدّا |
|
رين ذل شقاء وذل هوان |
هو مانع معط فهذا فضله |
|
والمنع عين العدل للمنان |
يعطي برحمته ويمنع من يشا |
|
ء بحكمة والله ذو سلطان |
الشرح : هذه الأسماء الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا يجوز أن يفرد أحدها عن قرينه ، ولا أن يثنى على الله عزوجل بواحد منها إلا مقرونا بمقابله ، فلا يجوز أن يفرد القابض عن الباسط ، ولا الخافض عن الرافع ، ولا المذل عن المعز ، ولا المانع عن المعطي إلخ ، لأن الكمال المطلق إنما يحصل بمجموع الوصفين ، فهو سبحانه القابض الباسط ، يقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات ، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة ، ويقبض الصدقات من الأغنياء ويبسط الأرزاق للضعفاء ، ويبسط الرزق لمن يشاء حتى لا تبقى فاقة ، ويقبضه عمن يشاء حتى لا تبقى طاقة ، ويقبض القلوب فيضيقها حتى تصير حرجا كأنما تصعد في السماء ، ويبسطها بما يفيض عليها من معاني بره ولطفه وجماله ، قال تعالى : (فَمَنْ