وكذلك داره سبحانه التي أعدها للطيبين من عباده ، وهي الجنات العلى ، نور تزهر ، كما ورد في الحديث.
* * *
والنور ذو نوعين مخلوق ووص |
|
ف ما هما والله متحدان |
وكذلك المخلوق ذو نوعين مح |
|
سوس ومعقول هما شيئان |
احذر تزلّ رجلك هوة |
|
كم قد هوى فيها على الأزمان |
من عابد بالجهل زلت رجله |
|
فهوى إلى قعر الحضيض الداني |
لاحت له أنوار آثار العبا |
|
دة ظنها الأنوار للرحمن |
فأتى بكل مصيبة وبلية |
|
ما شئت من شطح ومن هذيان |
وكذا الحلولي الذي هو خدنه |
|
من هاهنا حقا هما أخوان |
ويقابل الرجلين ذو التعطيل وال |
|
حجب الكثيفة ما هما سيّان |
ذا في كثافة طبعه وظلامه |
|
وبظلمة التعطيل هذا الثاني |
والنور محجوب فلا هذا ولا |
|
هذا له من ظلمة يريان |
الشرح : قال العلامة الشيخ السعدي رحمهالله (والنور نوعان : حسي كهذه العوالم التي لم يحصل لها نور إلا من نوره ، ونور معنوي يحصل في القلوب والأرواح بما جاء به محمدصلىاللهعليهوسلم من كتاب الله وسنة نبيه ، فعلم الكتاب والسنة والعمل بهما ينير القلوب والأسماعوالأبصار ويكون نورا للعبد في الدنيا والآخرة : (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) [النور : ٣٥] لما ذكر أنه نور السموات والأرض وسمى الله كتابه نورا ورسوله نورا ووحيه نورا. ثم أن المؤلف حذر من اغترار من اغتر من أهل التصوف الذين لم يفرقوا بين نور الصفات ، وبين أنوار الإيمان والمعارف ، فإنهم لما تألهوا وتعبدوا من غير فرقان وعلم كامل ولاحت أنوار التعبد في قلوبهم لأن العبادات لها أنوار في القلوب فظنوا أن هذا النور هو نور الذات المقدسة ، فحصل منهم من الشطح والكلام القبيح ما هو أثر هذا الجهل والاغترار والضلال. وأما أهل العلم والإيمان