الله دليل على بغضهم له ، وفي الحديث الصحيح : «صريح الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله» وفي الحديث الآخر : «من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» وكان من دعائه صلىاللهعليهوسلم : «اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقرب إليك».
وكذلك لو كان حبهم أندادهم لأجل الله لما أحبوا مساخطه ومكروهاته وتجنبوا مراضيه ومحبوباته ، فإن شرط المحبة أن يوافق المحب محبوبه فيما يحبه ويبغضه ، فيحب ما يحبه ويبغض ما يبغضه ، وأن لا يتوخى عصيانه ومخالفته ، فإن هو أبغض ما يحبه محبوبه أو أحب ما يبغضه وعصاه ولم يطعه ، فهو كاذب في دعوى المحبة كما يقول الشاعر :
تعصى الإله وأنت تظهر حبه |
|
هذا لعمري في القياس بديع |
لو كان حبك صادقا لأطعته |
|
إن المحب لمن يحب مطيع |
فلا يمكن أن يستقيم ادعاء المحبة لأحد مع حبه لأعداء محبوبه وما يبغضه من الأشخاص والأفعال والأقوال ، ومع بذله الجهد في عداوة أحبابه كذلك ، فأين هو دليل المحبة إذا؟ إن هو إلا تلبيس الشيطان ومحض الكذب والبهتان.
والخلاصة أنه لا يجوز لأحد أن يحب مع الله أحدا ، فإن تلك هي الندية التي حكاها القرآن عن المشركين ، ولكنه يحب في الله ولله ، فيكون حبه لغير الله تابعا لحبه له ، كما في الحديث : «وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله».
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : «ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه».
* * *
ليس العبادة غير توحيد المحب |
|
ة مع خضوع القلب والأركان |
والحب نفس وفاقه فيما يحب |
|
ب وبغض ما لا يرتضي بجنان |
ووفاقه نفس اتباعك أمره |
|
والقصد وجه الله ذي الإحسان |