هذا هو الإحسان شرط في قبو |
|
ل السعي فافهمه من القرآن |
والاتباع بدون شرح رسوله |
|
عين المحال وأبطل البطلان |
فإذا نبذت كتابه ورسوله |
|
وتبعت أمر النفس والشيطان |
واتخذت أندادا تحبهم كح |
|
ب الله كنت مجانب الإيمان |
الشرح : يعني أن ركني العبادة التي لا قوام لها إلا بهما ، هما كمال الحب لله ، بأن لا تشرك في محبته أحدا ، بل تحب فيه وله كما قدمنا ، وكمال الذل والخضوع له بالقلب والأركان ، أي الجوارح ، فمن لم يجتمع له هذان الأمران لا يسمى عابدا فالإنسان يحب زوجته وأولاده ولكنه لا يذل لهم ، فلا يكون هذا الحب بمجرده عبادة ، وكذلك قد يذل لغيره مع بغضه وكراهته له ، فلا يكون ذله عبادة.
ومعنى حبك لله أن توافقه فيما يحبه ويرضاه ، وتبغض بقلبك كل ما لا يحبه ولا يرضاه ، وهذه الموافقة هي نفس اتباعك لأمره ، سواء كان أمر إيجاب أو ندب فإنه ما أمر إلا بما يحب ، وأن تكون مخلصا له في الاتباع ، بحيث لا تقصد به إلا وجهه ، فهذا هو الإحسان الذي جعله الله شرطا لقبول العمل ، كما دل على ذلك القرآن ، قال تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ١١٢] ، فالمراد من إسلام الوجه لله الانقياد لأمره وقوله : (وَهُوَ مُحْسِنٌ) جملة حالية تفيد أنه لا بد أن يكون هذا الانقياد مع الإحسان الذي هو إخلاص القصد لله بحيث لا يبتغى إلا وجهه.
ومثل ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) [النساء : ١٢٥].
وقوله : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) [لقمان : ٢٢] ولا يتحقق الاتباع لأمر الله إلا بالتزام الشريعة التي جاء بها رسولهصلىاللهعليهوسلم ، فإنها هي المتضمنة لكل ما أمر الله عزوجل به ، وكل ما