مراتبهم وطبقاتهم في سائر الأزمان ، الذين هم حفاظ الحديث وأرباب الفتوى وأهل المعرفة الحقة بالله وبرسوله ، والعلم بمراتب الأعمال وتفاوتها في الخفة والرجحان ، فيقدمون أهمها وأثقلها في الميزان ، وهم جميعا سنية ينتسبون إلى سنة نبيهم صلىاللهعليهوسلم ، ليس فيهم مبتدع ولا ذو هوى ولا قائل برأيه بل كلهم على ما كان عليه الرسول صلىاللهعليهوسلم هو وأصحابه.
وهم كذلك نبوية مستضيئون بنور النبوة ومقتبسون من مشكاتها ، ليسوا من أولئك الصوفية الرعن المخابيل الذين ينطقون بالهراء والهذيان ، ويزعمون أنهم هم أولو العرفان ، وما عرفوا إلا سبيل الشيطان ، نعوذ بالله من الخذلان.
وأما قول المؤلف في أول البيت الأخير صوفية ، فنحن لا نوافقه على إطلاق هذا اللقب على أهل الحق والجماعة ، فإنه لفظ مبتدع ويحمل من المعاني الخبيثة ما ننزه القوم عنه ، بل نسميهم بما سماهم الله به المسلمين المؤمنين عباد الله.
* * *
هذا كلامهم لدينا حاضر |
|
من غير ما كذب ولا كتمان |
فاقبل حوالة من أحال عليهم |
|
هم أملياء هم أولو امكان |
فإذا بعثنا غارة من أخريا |
|
ت العسكر المنصور بالقرآن |
طحنتكم طحن الرحى للحب ح |
|
تى صرتم كالبعر في القيعان |
أنى يقاوم ذي العساكر طمطم |
|
أو تنكلوشا أو أخو اليونان |
أعني أرسطو عابد الأوثان أو |
|
ذاك الكفور معلم الألحان |
ذاك المعلم أولا للحروف والث |
|
اني لصوت بئست العلمان |
هذا أساس الفسق والحرف الذي |
|
وضعوا أساس الكفر والهذيان |
أو ذلك المخدوع حامل راية ال |
|
إلحاد ذاك خليفة الشيطان |
أعني ابن سينا ذلك المحلول من |
|
أديان أهل الأرض ذا الكفران |
وكذا نصير الشرك في اتباعه |
|
أعداء رسل الله والإيمان |
الشرح : يعني أن كلام هؤلاء السادة الأخيار في إثبات صفات الله عزوجل