يجلس التلميذ بين يدي أستاذه ، فحركاتهم بميزان ، وكلماتهم بميزان ، وأبدوا لهم غاية الضراعة والذلة ، حتى ملكوا قلوبهم وضمنوا ولاءهم ، فأعاروهم أسلحة الظلم والعدوان ، فلما اطمأنوا إلى مودة القوم ونصرتهم غزوا بسلاحهم عساكر الإثبات والإيمان وأهل الآثار والقرآن. ومن أجل هذا كانوا يصانعونهم عند حربهم لهم باللطف والاذعان ، وكانوا ذيولا لهم ينقادون لأمرهم ويغمضون أعينهم عن كل ما يرتكبه القوم من عدوان خوفا من غضبهم عليهم ، فيسترجعون ما كانوا قد أعاروهم من أسلحة ، فيرون بعد سلبها عنهم كالنسوان لا قدرة لهم على حرب ولا طعان.
* * *
وبحثتم مع صاحب الإثبات بالت |
|
كفير والتضليل والعدوان |
وقلبتم ظهر المجن له وأجلب |
|
تم عليه بعسكر الشيطان |
والله هذى ريبة لا يختفي |
|
مضمونها إلا على الثيران |
هذا وبينهما أشد تفاوت |
|
فئتان في الرحمن يختصمان |
هذا نفى ذات الإله ووصفه |
|
نفيا صريحا ليس بالكتمان |
لكن إذا وصف الإله بكل أو |
|
صاف الكمال المطلق الرباني |
ونفى النقائص والعيوب كنف |
|
يه التشبيه للرحمن بالإنسان |
فلأي شيء كان حربكم له |
|
بالحد دون معطل الرحمن |
قلنا نعم هذا المجسم كافر |
|
أفكان ذلك كامل الإيمان |
لا تنطفي نيران غيظكم على |
|
هذا المجسم يا أولي النيران |
فالله يوقدها ويصلي حرها |
|
يوم الحساب محرف القرآن |
الشرح : وفي الوقت الذي تصانعون فيه هؤلاء الكفار وتذلون لهم ، نراكم تشددون النكير على أهل الحق المثبتين للصفات ، فترمونهم بالتضليل والتكفير ، وتجاهرونهم بالعداوة ، وتجلبون عليهم بما لديكم من حشود الباطل ، مما جعلنا نرتاب في أمركم ، ونتهمكم بأنكم على دين هؤلاء الذين واليتموهم ، وهي