ريبة لا تخفى على من له أقل درجة من التمييز ، فإن بيننا وبين من صانعتموهم من التفاوت كما بين الليل والنهار ، أو بين العمى والإبصار ، فنحن فئتان اختصمتا في الله عزوجل ، ووقفت كل منهما على النقيض من الأخرى ، فهم ينفون ذات الاله ووصفه نفيا صريحا لا مواربة فيه ولا كتمان ، وأما نحن فنصف الله سبحانه بكل أوصاف الكمال المطلق التي وصف بها نفسه ، ووصفه بها رسوله صلىاللهعليهوسلم ، وننفي عنه كل ما لا يليق بجنابه من النقائص والعيوب ، كوجود مثيل له أو شبيه ، أو شريك أو معين ، أو صاحبة أو ولد ، أو نحو ذلك ، فلأي شيء كنا نحن موضع حربكم وعداوتكم ، وكانوا هم المؤمنون الكاملو الإيمان ، وما لكم لا تهدأ مراجل حقدكم ولا تخمد نار غيظكم على هؤلاء الذين سميتموهم مجسمة؟ ليس ذلك إلا لكراهتكم لما هم عليه من اتباع السنة والقرآن ، وإذا فالله نسأل أن يوقد النار ويذكى لهيبها ، ثم يصليكم إياها يوم الحساب جزاء وفاقا لتحريفكم القرآن واتباعكم غير سبيل أهل الإيمان.
* * *
يا قومنا لقد ارتكبتم خطة |
|
لم يرتكبها قط ذو عرفان |
وأعنتم وأعداءكم بوفاقكم |
|
لهم على شيء من البطلان |
أخذوا نواصيكم بها ولحاكم |
|
فغدت تجر بذلة وهوان |
قلتم بقولهم ورمتم كسرهم |
|
أنّى وقد غلقوا لكم برهان |
وكسرتم الباب الذي من خلفه |
|
أعداء رسل الله والإيمان |
فأتى عدو ما لكم بقتالهم |
|
وبحربهم أبد الزمان يدان |
فغدوتم أسرى لهم بحبالهم |
|
أيديكم شدت إلى الأذقان |
حملوا عليكم كالسباع استقبلت |
|
حمرا معقرة ذوي إرسال |
صالوا عليكم بالذي صلتم به |
|
أنتم علينا صولة الفرسان |
لو لا تحيزكم إلينا كنتم |
|
وسط العرين ممزقى اللحمان |
لكن بنا استنصرتم وبقولنا |
|
صلتم عليهم صولة الشجعان |
وآليتم الإثبات إذ صلتم به |
|
وعزلتم التعطيل عزل مهان |