وأتيتم تغزوننا بسرية |
|
من عسكر التعطيل والكفران |
من ذا بحق الله أجهل منكم |
|
وأحقنا بالجهل والعدوان |
تالله ما يدري الفتى بمصابه |
|
والقلب تحت الختم والخذلان |
* * *
المفردات : الوفاق الموافقة ، النواصي : جمع ناصية وهي مقدم الرأس. اللحا : جمع لحية وهي معروفة. رمتم : قصدتم. غلقوا لكم برهان : أي ملكوكم ، يقال غلق الرهن في يد المرتهن صار ملكه ، وذلك إذا عجز الراهن عن افتكاكه في الوقت المشروط ، يدان : بمعنى قوة وحمر معقرة ، أي جرحت ظهورها فلم تعد تقوى على الحمل.
صالوا : من الصولان ، بمعنى الاقدام والهجوم. تحيزكم : انضمامكم. واليتم ناصرتم. الختم : الطبع.
الشرح : يتوجه المؤلف بهذا الخطاب إلى من كانوا في زمانه من علماء الأشعرية المتأخرين الذين رضوا لأنفسهم بالتذبذب بين الفريقين ، فلا هم على السنة المحضة والإثبات الكامل ، ولا هم على النفي الشامل فيقول لهم انكم قد سلكتم في دينكم خطة تدل على منتهى الحمق والغفلة ولا يرتضيها عاقل لنفسه ، حيث أعنتم أعداءكم من الفلاسفة والمعتزلة بموافقتكم لهم في بعض باطلهم ، كنفى الصفات الخبرية وتأويل ما ورد فيها من الآيات والأحاديث بما ينفي معناها عن الله عزوجل ، وكاعتدادكم بالأدلة العقلية وعزلكم نصوص الوحيين عن إفادة اليقين ، وقولكم معهم إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم العقل ، فلما رأوا ذلك منكم شددوا قبضتهم عليكم وأخذوا بلحاكم ورءوسكم يجرونكم إليهم جر ذلة وهوان فكيف تطعمون أن تكسروهم وتفلجوا عليهم وقد أعطيتموهم من أنفسكم ما تمكنوا به من رقابكم ، وفتحتم لهم الباب الذي كان موصدا في وجوههم ، فدخلوا حصونكم ومعاقلكم فتبروا ما علوا تتبيرا حتى إذا جاء عدو آخر لا قبل لكم بحربه ، ولا قدرة لكم على مناجزته ، وقعتم أسرى في أيديهم