والصفة أعم من أن تكون عرضا أو غير عرض. ولكن غرضكم من وضع هذه الاصطلاحات أن تجعلوها جسرا تعبرون منه إلى ما تريدون من النفي والتعطيل ، فضللتم بهذا عن سواء السبيل.
* * *
وكذاك سميتم حلول حوادث |
|
أفعاله تلقيب ذي عدوان |
إذ تنفر الأسماع من ذا اللفظ نف |
|
رتها من التشبيه والنقصان |
فكسوتم أفعاله لفظ الحوا |
|
دث ثم قلتم قول ذي بطلان |
ليست تقوم به الحوادث والمرا |
|
د النفي للأفعال للديان |
فإذا انتفت أفعاله وصفاته |
|
وكلامه وعلو ذي السلطان |
فبأي شيء كان ربا عندكم |
|
يا فرقة التحقيق والعرفان |
والقصد نفي فعاله عنه بذا الت |
|
لقيب فعل الشاعر الفتان |
وكذاك حكمة ربنا سميتم |
|
عللا وأغراضا وذان اسمان |
لا يشعران بل ضدها |
|
فيهون حينئذ على الأذهان |
نفي الصفات وحكمة الخلاق والأ |
|
فعال إنكارا لهذا الشأن |
الشرح : وكذلك سميتم ما يقوم به سبحانه من الأفعال الاختيارية بأنه حلول الحوادث في ذاته تسمية معتدية جائرة لأنكم تعلمون أن الأسماع تنبو عن هذه الألفاظ وتنفر منها كما تنفر من ألفاظ التشبيه والنقصان ، فتعمدون إلى أفعاله التي يحدثها هو في ذاته بمشيئته وقدرته ، وتكسونها لفظ الحوادث ثم تحكمون حكما عاما بأن الحوادث يمتنع قيامها به ، وليس مرادكم من ذلك إلا نفي أفعاله دون أن تفرقوا بين أجناس الحوادث وأشخاصها ، ولا بين ما يحدثه هو في ذاته ، وبين ما يحدثه فيه غيره لأن قصدكم هو الإيهام والتلبيس.
ولكن إذا نفيتم أفعاله بحجة حلول الحوادث في ذاته ونفيتم صفاته بحجة أنها أعراض لا تقوم إلا بالأجسام ، ونفيتم كلامه بالحرف والصوت ، ونفيتم علوه على عرشه بحجة استلزام ذلك كله لأن يكون جسما. فبأي شيء عندكم تثبت له