الربوبية على خلقه ، وهل يعقل رب لا فعل له ولا نعت ولا كلام. يا أولي التحقيق والافهام ، ولكن لما كان قصدكم هو نفي أفعاله عنه لقبتموه بهذا اللقب الشنيع لتنفروا منه كل من يسمعه كما يفعل الشاعر الفتان بالشيء الذي يريد تنفير الناس منه فإنه يختار له أقبح الأوصاف ويخلعها عليه كما يقول في صفة الورد مثلا أنه صرم بغل فيه روث.
وكذلك سميتم حكمته التي يحبها ويرضاها ويفعل من أجلها علة وغرضا وهما لفظان لا يدلان على مدح المتصف بهما ، بل على مذمته ونقصه وذلك ليسهل عليكم بعد ذلك نفي حكمته ، لأنكم لو عمدتم إلى نفي الحكمة عنه قبل أن تلقبوها بهذه الألقاب الشنيعة لأنكر ذلك عليكم العقلاء فتوصلتم إلى نفيها بتسميتها بهذه الأسماء ، وهذا هو دأبكم في كل ما تريدون نفيه من كمالات ثابتة لله سبحانه تنعتونها أولا بنعوت السوء وألقاب الذم ثم تكرون عليها بالنفي والإبطال.
* * *
وكذا استواء الرب فوق العر |
|
ش قلتم أنه التركيب ذو بطلان |
وكذاك وجه الرب جل جلاله |
|
وكذاك لفظ يد ولفظ يدان |
سميتم ذا كله الأعضاء بل |
|
سميتموه جوارح الإنسان |
وسطوتم بالنفي حينئذ علي |
|
ه كنفينا للعيب مع نقصان |
قلتم ننزهه عن الأعراض والا |
|
غراض والأبعاض والجثمان |
وعن الحوادث أن تحل بذاته |
|
سبحانه من طارق الحدثان |
والقصد نفي صفاته وفعاله |
|
والاستواء وحكمة الرحمن |
والناس أكثرهم بسجن اللفظ مس |
|
جونون خوف معرة السبحان |
والكل لا الفرد يقبل مذهبا |
|
في قالب ويرده في ثان |
والقصد أن الذات والأوصاف وال |
|
أفعال لا تنفى بذا الهذيان |
سموه ما شئتم فليس الشأن في ال |
|
أسماء بل في مقصد ومعان |