وجعلتموه الترس إن قلنا لكم |
|
الله فوق العرش والأكوان |
قلتم لنا جسم على جسم تعا |
|
لى الله عن جسم وعن جثمان |
وكذاك إن قلنا القرآن كلامه |
|
منه بدا لم يبد من إنسان |
كلا ولا ملك ولا لوح ول |
|
كن قاله الرحمن قول بيان |
قلتم لنا أن الكلام قيامه |
|
بالجسم أيضا وهو ذا حدثان |
عرض يقوم بغير جسم لم يكن |
|
هذا بمعقول لذي الأذهان |
وكذاك حين نقول ينزل ربنا |
|
في ثلث ليل وآخر أو ثان |
قلتم لنا أن النزول لغير أج |
|
سام محال ليس ذا إمكان |
وكذاك إن قلنا يرى سبحانه |
|
قلتم أجسم كي يرى بعيان |
أم كان ذا جهة تعالى ربنا |
|
عن ذا فليس يراه من إنسان |
الشرح : كانت شبهة الجسم والتجسيم من أعظم أسباب الضلال في باب الصفات ، فقد جعلها المعطلة عرضة مانعة لهم من القول بالاثبات ونصبوها صخرة عاتية يحطمون عليها صريح الأحاديث ومحكم الآيات ، واتخذوا منها ترسا يحتمون به مما يوجه إليهم من طعنات ، فإذا قيل لهم أن الله فوق العرش بذاته ، قالوا لو كان فوق العرش (والعرش جسم) لكان جسما لأنه حينئذ يكون متحيزا وفي جهة ، ولأنه إما أن يكون مساويا للعرش أو أكبر منه أو أصغر إلخ ما يذكرون من هذا الهراء.
وكذلك إذا قيل لهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، بدا بلا كيفية قولا وأنه ليس قول بشر ولا ملك ولا مأخوذا من اللوح المحفوظ ، ولكنه قول الله الذي تكلم به بحروفه وألفاظه بصوت نفسه ، وسمعه منه جبريل عليهالسلام قالوا إن الكلام عرض من الأعراض التي لا تقوم إلا بالأجسام ، وهو أيضا حادث يمتنع قيامه بذاته تعالى ، وإذا كان الله تعالى غير جسم فلا يعقل أن يقوم به الكلام الذي هو عرض ، فإن الأعراض لا تقوم إلا بالأجسام.
وكذلك إذا قيل لهم ما وردت به الروايات الصحيحة من نزول الرب تبارك