واضرب لهم مثلا بشيخ القوم إذ |
|
يأبى السجود بكبر ذي طغيان |
ثم ارتضى أن صار قوادا لأر |
|
باب الفسوق وكل ذي عصيان |
وكذاك أهل الشرك قالوا كيف ذا |
|
بشر أتى بالوحي والقرآن |
ثم ارتضوا أن يجعلوا معبودهم |
|
من هذه الأحجار والأوثان |
وكذاك عباد الصليب حموا بتا |
|
ركهم من النسوان والولدان |
وأتوا إلى رب السموات العلى |
|
جعلوا له ولدا من الذكران |
وكذلك الجهمي نزه ربه |
|
عن عرشه من فوق ذي الأكوان |
حذرا من الحصر الذي في ظنه |
|
أو أن يرى متحيزا بمكان |
فأصاره عدما وليس وجوده |
|
متحققا في خارج الأذهان |
الشرح : بعد أن ضرب لهم مثلا بالمنافقين في إعراضهم عن حكم الله ورسوله إلى حكم طواغيتهم ، ضرب لهم مثلا كذلك بإبليس رأس الضلال والشر حيث امتنع عما أمره الله به من السجود لآدم عليهالسلام كبرا منه ومجاوزة للحد ثم ارتضى بعد أن رجمه الله ولعنه ان يصير قوادا لأهل الفسوق والعصيان يزين لهم الفواحش ويغريهم بالإثم والعدوان.
وكذلك المشركون عبدة الأوثان أنكروا أن يكون الرسول الذي يأتي بالوحي والقرآن بشرا من بني الإنسان ، وقالوا ما حكاه الله عزوجل عنهم (أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً) [الإسراء : ٩٤] ثم ارتضوا بعد ذلك ان يكون معبودهم من الأحجار والأوثان.
وكذلك النصارى عباد الصليب لم يرضوا لبطارقتهم وقسيسيهم ان يكون لهم زوجات وأولاد ، ورأوا ذلك عيبا في حقهم ، ثم يعمدون إلى ربهم الأعلى ، رب السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، فينسبون إليه الولد ، ويقولون أن عيسى ابن الله ، قولا بأفواههم يضاهئون به قول الذين كفروا من قبلهم ، قاتلهم الله أنى يؤفكون.