فانظر كيف أنهم لم يجعلوا ربهم حتى مساويا لرؤسائهم من القسيسين والرهبان فينزهوه عما نزهوهم عنه من النسوان والولدان ، ومثل هؤلاء جميعا ذلك الجهمي الذي ينزه ربه عن أن يكون فوق عرشه ، خوفا من وصفه بالحد والنهاية في زعمه أو أن يكون في حيز ومكان ، ثم رضي أن يصفه بصفات المعدوم الذي لا وجود له إلا في الأذهان.
* * *
لكنما قدماؤهم قالوا بأ |
|
نّ الذات قد وجدت بكل مكان |
جعلوه في الآبار والأنجاس وال |
|
حانات والخربات والقيعان |
والقصد أنكم تحيزتم إلى الآ |
|
راء وهي كثيرة الهذيان |
فتلونت بكم فجئتم أنتم |
|
متلونين عجائب الأكوان |
وعرضتم قول الرسول على الذي |
|
قد قاله الأشياخ عرض وزان |
وجعلتم أقوالهم ميزان ما |
|
قد قاله والقول في الميزان |
ووردتم سفل المياه ولم نكن |
|
نرضى بذاك الورد للظمآن |
وأخذتم أنتم بنيات الطريق ونح |
|
ن سرنا في الطريق الأعظم السلطاني |
وجعلتم ترس الكلام مجنكم |
|
تبا لذاك الترس عند طعان |
الشرح : ولكن قدماء هؤلاء المعطلة كانوا يقولون بحلول الذات في جميع الأمكنة ، فحكموا على ربهم بالوجود في الأماكن القذرة من الآبار ومواضع النجاسات وحانات الخمور وخرائب الدور وقيعان الأرض ، وهي الأراضي المستوية السبخة التي لا تصلح للإنبات.
والقصد أن هؤلاء المعطلة بدلا من أن يتحيزوا إلى القرآن والسنة الصحيحة وحكم العقل الصريح والفطرة السليمة ، تحيزوا إلى آراء فلان وفلان على كثرة ما فيها من خلط وهذيان ، فتلونت بهم هذه الآراء حيث ألبسوها أثوابا من جدلهم وسفسطاتهم ، ثم تلونوا هم بها حتى ظهروا في ألوان مزرية عجيبة ، ثم هم مع تحيزهم لهذه الآراء يقدمونها على قول المعصوم صلىاللهعليهوسلم ، فيعرضون ما قاله هو على