ما قالته شيوخهم للموازنة بينهما ، ثم يجعلون أقوالهم هي الميزان لما قاله مع العول ، أي النقص في هذا الميزان.
وقد رضي هؤلاء المعطلة لأنفسهم أن يردوا هذه المياه الآجنة وأن يعبوا منها وينهلوا ، مع أنها لا تصلح وردا لذي الصدى الظمآن. ولكننا نحن نرد أعالي المياه فنشرب صفوا خاليا من الكدر والقذى ، وهم يسيرون في الطرق الصغيرة الضيقة ويتركون الجادة الواسعة ، ولكننا نحن نمشي على صراط مستقيم ، وهم يتترسون عند المخاصمة بقواعد الكلام ، ويجعلون منها مجنة يحتمون بها من وقع السهام ، فتبا لهذا الترس الذي لا يقي صاحبه عند الطعان.
* * *
ورميتم أهل الحديث بأسهم |
|
عن قوس موتور الفؤاد جبان |
فتترسوا بالوحي والسنن التي |
|
تتلوه نعم الترس للشجعان |
هو ترسهم والله من عدوانكم |
|
والترس يوم البعث من نيران |
أفتاركوه لقشركم ومحالكم |
|
لا كان ذاك بمنة الرحمن |
ودعوتمونا للذي قلتم به |
|
قلنا معاذ الله من خذلان |
فاشتد ذاك الحرب بين فريقنا |
|
وفريقكم وتفاقم الأمران |
وتأصلت تلك العداوة بيننا |
|
من يوم أمر الله للشيطان |
بسجوده فعصى وعارض أمره |
|
بقياسه وبعقله الخوان |
فأتى التلاميذ الوقاح فعارضوا |
|
أخباره بالفشر والهذيان |
ومعارض للأمر مثل معارض الأ |
|
خبار هم في كفرهم صنوان |
الشرح : يعني أنكم حين رميتم أهل الحديث بسهام كلامكم المفلولة بدافع من حقدكم الأسود في جبن ونذالة تترسوا منكم بالوحي ، أي القرآن ، وبالسنن التي تتلوه ، أي تتبعه ، وهما نعم الترس للشجعان. فهذا هو ترسهم في الدنيا من سهام كيدكم وعدوانكم ، وهو ترسهم في الآخرة من عذاب النيران ، أفتظنون أنهم يتركون ذلك من أجل ما تشغبون به من فشر وهذيان ، أن ذلك لا يكون