أبدا بفضل الرحمن ، وحين دعوتمونا لأن ندخل فيما دخلتم فيه من مضايق الشيطان ونقول بالذي قلتموه من زور وبهتان ، قلنا نعوذ بالله ونعتصم به من الخذلان. فاشتدت من أجل ذلك بيننا وبينكم الحرب العوان ، وكانت العداوة قد تأصلت بيننا من قديم الزمان ، حين أمر الله شيخكم وأستاذكم الشيطان بالسجود لآدم ، فأظهر العصيان ، وعارض أمر الله الواحد الديان ، بقياسه الفاسد وعقله الخوان حيث قال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [الأعراف : ١٢].
فجئتم أنتم أيها التلاميذ الوقحاء بعد أستاذكم أمام أهل الخيبة والشقاء فعارضتم أخبار ربكم بالفشر والهراء ، كما عارض هو أمره بالاستكبار والإباء. ومعارض الأخبار النازلة من عند رب السماء هو في الجرم كمعارض أمره من طين.
* * *
من عارض المنصوص بالمعقول قد |
|
ما أخبرونا يا أولي العرفان |
أو ما عرفتم أنه القدري وال |
|
جبري أيضا ذاك في القرآن |
إذ قال قد أغويتني وفتنتني |
|
لأزينن لهم مدى الأزمان |
فاحتج بالمقدور ثم أبان أن ال |
|
فعل منه بغية وزيان |
فانظر إلى ميراثهم ذا الشي |
|
خ بالتعصيب والميراث بالسهمان |
فسألتكم بالله من وراثه؟ |
|
منا ومنكم بعد ذا التبيان |
هذا الذي ألقى العداوة بيننا |
|
إذ ذاك واتصلت إلى ذا الآن |
أصلتم أصلا وأصل خصمكم |
|
أصلا فحين تقابل الأصلان |
ظهر التباين فانتشت ما بيننا ال |
|
حرب العوان وصيح بالأقران |
المفردات : قدما : قديما ـ القدري : من لا يؤمن بالقدر السابق. الجبري : نسبة إلى الجبر ، وهو من يقول أن العبد مجبور على فعله. الغية : واحدة الغي وهو ضد الرشد. الزيان: ما يتزين به الميراث ، بالتعصيب : أن يكون الوارث عصبة للمورث كالأب والأخ والعم. أصل الشيء : وضع أصوله وقواعده.