خفاء فيه حيث حكموا بأن حقيقته وظاهره كفر صريح ، وباطل بين لا شبهة فيه لأنه في زعمهم يفضي إلى التجسيم والتشبيه ، فمن قال عندهم بما دلت عليه حقيقة الأخبار النبوية وآيات الكتاب العزيز ، فهو المشبه الممثل المجسم عابد الأوثان لا عابد الرحمن.
فانظر إلى هذا المسخ والتشويه الذي أصاب عقول هؤلاء المماليك حتى وصلت إلى أحط الدركات حيث رموا حزب الرسول وجنده بدائهم وبهتوهم بما هو ألصق بهم ، فكانوا كما قال القائل : «رمتني بدائها وانسلت». وجعلوا الموافق لقول الرسول تنقيصا له ما دام لا يوافق رأي شياطينهم.
* * *
أنتم تنقصتم إله العرش |
|
والقرآن والمبعوث بالقرآن |
نزهتموه عن صفات كماله |
|
وعن الكلام وفوق كل مكان |
وجعلتم ذا كله التشبيه والت |
|
مثيل والتجسيم ذا البطلان |
وكلامكم فيه الشفاء وغاية ال |
|
تحقيق يا عجبا لذا الخذلان |
جعلوا عقولهم أحق بأخذ ما |
|
فيها من الاخبار والقرآن |
وكلامه لا يستفاد به اليقي |
|
ن لأجل ذا لا يقبل الخصمان |
تحكيمه عند اختلافهما بل ال |
|
معقول ثم المنطق اليونان |
أي التنقص بعد ذا لو لا الوقاء |
|
حة والجراءة يا أولي العدوان |
يا من له عقل ونور قد غدا |
|
يمشي به في الناس كل زمان |
الشرح : بل أنتم المتنقصون لا للرسول صلىاللهعليهوسلم وحده بل لله ولكتابه ولرسوله ، حيث نفيتم صفات كماله سبحانه بحجة التنزيه ، ونفيتم كذلك كلامه وعلوه على خلقه ، وسميتم هذا كله تشبيها وتمثيلا وتجسيما تسمية من عند أنفسكم ما أنزل الله به من سلطان ، وزعمتم لأنفسكم أنكم أهل التحقيق والعرفان وأن كلامكم فيه غاية التدقيق وشفاء الحيران فما أشد ما أنتم فيه من ضلال وخذلان حيث تجعلون ما في عقولكم من زور وبهتان أحق بالتقديم والأخذ بما فيه من الأخبار