ومنعه لله ، وفي الحديث الصحيح «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان».
فهذا الإخلاص لله في السر والعلانية وتجريد القصد له من كل شائبة هو نصف الدين وجزؤه الباطن ، وأما نصفه الثاني فهو التحكيم لرسول الله صلىاللهعليهوسلم والرضا بحكمه وحسن متابعته وموافقته في كل ما شرعه بلا زيادة ولا نقص ، وكلا هذين الشطرين هو الإحسان الذي لن يتقبل الله عملا بدونه.
وأما الهجرة الثانية فهي الهجرة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذي بعثه الله بالإسلام والإيمان والإحسان التي هي مراتب الدين كله ، وهي التي وقع السؤال عنها في حديث جبريل عليهالسلام ، وليست هذه هجرة بالأبدان ، فقد مضى أوان هذه الهجرة ولكنها هجرة بالإيمان ، وهي السير إليه بالقلوب والأرواح ليأخذ عنه أصول الدين وفروعه جميعا ، فإن الحكم في كل منهما ليس إلا له وحده وليس لغيره أن يحكم في شيء من الدين لا أصلا ولا فرعا فالحكم هو ما ورد به النصان من السنة والقرآن.
* * *
يا هجرة طالت مسافتها على |
|
من خص بالحرمان والخذلان |
يا هجرة طالت مسافتها على |
|
كسلان منخوب الفؤاد جبان |
يا هجرة والعبد فوق فراشه |
|
سبق السعاة لمنزل الرضوان |
ساروا أحث السير وهو فسيره |
|
سير الدلال وليس بالذملان |
هذا وتنظره أمام الركب كالع |
|
لم العظيم يشاف في القيعان |
رفعت له أعلام هاتيك النصو |
|
ص رءوسها شابت من النيران |
نار هي النور المبين ولم يكن |
|
ليراه إلا من له عينان |
مكحولتان بمرود الوحيين لا |
|
بمراود الآراء والهذيان |
فلذاك شمر نحوها لم يلتفت |
|
لا عن شمائله ولا أيمان |
يا قوم لو هاجرتم لرأيتم |
|
أعلام طيبة رؤية بعيان |