وعزلتم النصين من الكتاب والسنة عما جعلت لهما الولاية عليه للحكم فيه عزل معتد ظالم سفيه ، وزعمتم أنها لا تصلح للحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، وإنما يصلح للحكم بينهم مقررات العقول وأدلة منطق اليونان ، فهما أولى من النصين بالحكم في هذا الشأن ، فسبحانك اللهم ذا السبحان ونبرأ إليك من هذا الإفك والبهتان.
فهذا شأنكم في الدنيا ، غفلة وغرور وجرى وراء الأوهام ، وتسل بالأماني والأحلام ، حتى إذا انكشف عنكم الغطاء بالموت وعاينتم الحقائق ونصبت موازين الأعمال ، وانجلى الغبار عن المتسابقين ، وانكشف ميدان السباق للناظرين. وبدت على وجوه أهل الحق سماتها التي وسمها بها المليك المقتدر ، وجاءت مبيضة مسفرة ضاحكة مستبشرة ، كأنها أزاهير الرياض في الجنة ، وجاءت وجوه أخرى مسودة كالحة عليها غبرة ترهقها قترة ، فهناك يتميز الفريقان ويعلم كل راكب ما الذي تحته من اعمال تسعى به إلى ما أعد له من مآل. وهناك أيضا تعلم كل نفس مقدار الربح والخسارة في تجارتها ، ويعلم المعرض عن الوحيين المؤثر عليهما آراء الناس وباطلهم وشطحاتهم وهذيانهم ، أي البضائع النفيسة والجواهر الثمينة قد أضاع ، وما الذي استبدله بها وتعوض به عنها في حياته الأولى الفانية.
* * *
سبحان رب الخلق قاسم فضله |
|
والعدل بين الناس بالميزان |
لو شاء كان الناس شيئا واحدا |
|
ما فيهم من تائه حيران |
لكنه سبحانه يختص بالفض |
|
ل العظيم خلاصة الإنسان |
وسواهم لا يصلحون لصالح |
|
كالشوك فهو عمارة النيران |
وعمارة الجنات هم أهل الهدى |
|
الله أكبر ليس يستويان |
فسل الهداية من أزمة أمرنا |
|
بيديه مسألة الذليل العاني |
وسل العياذ من اثنتين هما اللتا |
|
ن بهلك هذا الخلق كافلتان |
شر النفوس وسيّئ الأعمال ما |
|
والله أعظم منهما شران |