السلام ، ثم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، ثم التابعين لهم بإحسان ، ثم كل من سلك سبيلهم واقتفى أثرهم في كل عصر وزمان.
* * *
لكن رضيتم بالأماني وابتلي |
|
تم بالحظوظ ونصرة الأخوان |
بل غركم ذاك الغرور وسولت |
|
لكم النفوس وساوس الشيطان |
ونبذتم غسل النصوص وراءكم |
|
وقنعتم بقطارة الأذهان |
وتركتم الوحيين زهدا فيهما |
|
ورغبتم في رأي كل فلان |
وعزلتم النصين عما وليا |
|
للحكم فيه عزل ذي عدوان |
وزعمتم أن ليس يحكم بيننا |
|
إلا العقول ومنطق اليونان |
فهما بحكم الحق أولى منهما |
|
سبحانك اللهم ذا السبحان |
حتى إذا انكشف الغطاء وحصلت |
|
أعمال هذا الخلق في الميزان |
وإذا انجلى هذا الغبار وصار مي |
|
دان السباق تناله العينان |
وبدت على تلك الوجوه سماتها |
|
وسم المليك القادر الديان |
مبيضة مثل الرياض بجنة |
|
والسود مثل الفحم للنيران |
فهناك يعلم كل راكب ما تحته |
|
وهناك يقرع ناجذ الندمان |
وهناك تعلم كل نفس ما الذي |
|
معها من الأرباح والخسران |
وهناك يعلم مؤثر الآراء والش |
|
طحات والهذيان والبطلان |
أي البضائع قد أضاع وما الذي |
|
منها تعوض في الزمان الفاني |
الشرح : لكن قعدتم عن تلك الهجرة وبؤتم بالخسران والخيبة ، لأنكم رضيتم بالأماني الباطلة وابتليتم بحب الحظوظ العاجلة ، وشغلتم بنصرة الأخوان عن السير إلى الرحمن وغركم بالله الغرور ، وزينت لكم أنفسكم الامارة بالسوء الجري وراء ما وسوست لكم به الشياطين ، وطرحتم وراءكم غسل النصوص طاهرا نقيا ، ورحتم تلتمسون رذاذ الأذهان الكدر الذي لا يذهب درنا ولا يحدث ريا ، وهجرتم الوحيين رغبة عنهما واستثقالا لهما ، ثم رغبتم فيما أحدث الناس من مذاهب وآراء.