أهل النفي والتعطيل ، فيقول انهم يشكوننا ببغيهم وظلمهم إلى السلطان ويغرونه بنا بالإثم والعدوان ، ويلبسون عليه الأمر ويصورون له باطلهم في صورة الحق حتى يظنهم هم فئة الإيمان ، ويزينون له البدع ، فيضعونها في قوالب السنة النبوية والقرآن ، ويهولون عليه الأمر في إثبات الصفات ، ويسوقونه إليه في عبارات شنيعة ظاهرة النكران ، وبذلك يلبسون عليه تلبيسين ، لو أنهما ظهرا له على حقيقتهما لبدأهم هو بالحرب والطعان وأنزلهم من نفسه بمنزل هوان.
فيا أمّة التمويه والتلبيس لا حياكم الله تحية الرحمن والرضوان ، بل حياكم تحية غضب وهوان ، إننا نشكوكم كما تشكوننا أبدا إلى السلطان ، وإنما نشكوكم ونشكو فعالكم القبيحة وعدوانكم علينا إلى الله وحده ، فهو ذو السلطان الذي لا يدانيه سلطان.
فاسمع يا رب شكايتنا فيهم وأنصفنا منهم وردهم عن غيهم وباطلهم ، واسلك بهم سبل الهدى والطف بهم حتى يروا كما رأينا الحق ذا تبيان ، وارحمهم وانقذهم مما هم فيه من ضلال السعي وشتات الأمر ، فإنهم قد ضلوا طريق الحق وتاهوا في بيداء الضلال.
* * *
يا رب قد عم المصاب بهذه الآ |
|
راء والشطحات والبهتان |
هجروا لها الوحيين والفطرات |
|
والآثار لم يعبوا بذا الهجران |
قالوا وتلك ظواهر لفظية |
|
لم تغن شيئا طالب البرهان |
فالعقل أولى أن يصار إليه من |
|
هذه الظواهر عند ذي العرفان |
ثم ادعى كل بأن العقل ما |
|
قد قلته دون الفريق الثاني |
يا رب قد حار العباد بعقل من |
|
يزنون وحيك فائت بالميزان |
وبعقل من يقضى عليك فكلهم |
|
قد جاء بالمعقول والبرهان |
يا رب ارشدنا إلى معقول من |
|
يقع التحاكم اننا خصمان |
جاءوا بشبهات وقالوا أنها |
|
معقولة ببدائه الأذهان |