أخذ من اهاب الحيوان ، وكل هذه عندهم مخلوقة ، والله ليس بمتكلم أصلا ولا بحرف واحد من القرآن ، بل ألفاظ القرآن وحروفه عندهم حادثة مخلوقة ، أنشأها جبريل الرسول الملكي أو أنشأها محمد الرسول البشري ، فهذان عندهم قولان مشهوران ، قالت بكل منهما فرقة من أشياخهم في قديم الزمان. فيا لها من محنة أصيب بها كتاب الله على يد من يزعمونهم أهل التحقيق والعرفان.
فلو داسه رجل بنعله لما أنكروا عليه ولما غاروا لحرمة القرآن ، لأنه في نظرهم لم يطأ إلا المداد والورق وكاغد الإنسان.
ولو بعث المؤلف في هذه الأيام ورأى ما بلغه كتاب الله عزوجل من الهوان على أهله ، وكيف عطلوا حدوده وأحكامه واتخذوه مهجورا لا يستمدون منه نظام حياتهم ولا يعرفونه إلا في الحفلات والمآتم وإلا في اتخاذ الأحجبة والتمائم لوجد أن ما يشكوه من أهل زمانه من امتهان القرآن لا يعد شيئا إذا قيس بما أحدثه أهل هذا الزمان ، فإلى الله المشتكى وهو المستعان.
* * *
يا رب زالت حرمة القرآن من |
|
تلك القلوب وحرمة الإيمان |
وجرى على الأفواه منهم قولهم |
|
ما بيننا لله من قرآن |
منا بيننا إلا الحكاية عن |
|
ه والتعبير ذاك عبارة بلسان |
هذا وما التالون عمالا به |
|
إذ هم قد استغنوا بقول فلان |
إن كان قد جاز الحناجر منهم |
|
فبقدر ما عقلوا من القرآن |
والباحثون فقدموا رأي الرجا |
|
ل عليه تصريحا بلا كتمان |
عزلوه إذ ولوا سواه وكان ذا |
|
ك العزل قائدهم إلى الخذلان |
قالوا ولم يحصل لنا منه يقي |
|
ن فهو معزول عن الإيقان |
إن اليقين قواطع عقلية |
|
ميزانها هو منطق اليونان |
هذا دليل الرفع منه وهذه |
|
أعلامه في آخر الأزمان |
يا رب من أهلوه حقا كي يرى |
|
إقدامهم منا على الأذقان |