أهلوه من لا يرتضي منه بدي |
|
لا فهو كافيهم بلا نقصان |
وهو الدليل لهم وهاديهم إلى ال |
|
إيمان والإيقان والعرفان |
هو موصل لهم إلى درك اليقي |
|
ن حقيقة وقواطع البرهان |
يا رب نحن العاجزون بحبهم |
|
يا قلة الأنصار والأعوان |
الشرح : يا رب زالت عظمة القرآن من قلوب هؤلاء كما زالت منها حرمة الإيمان ، وجرى على ألسنتهم من منكر القول وزوره ما تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا ، حيث زعموا أن ليس لله بيننا قرآن ولا كلام ، وليس في المصاحف إلا حروف وألفاظ ، هي حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه تتلى باللسان هذا وهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، فلا يقيمونه عملا واتباعا ، لأنهم قد استغنوا عنه بما ورثوا من أقوال شيوخهم ، وإن كان قد جاوز حناجر بعضهم ، فبقدر ما عقلوا من معانيه وتفهموا من مقاصده ومراميه وأما الباحثون منهم فقد قدموا عليه آراء الرجال ، وصرحوا بذلك بلا خجل ولا حياء ، فعزلوه عن ولايته في إفادة العلم واليقين حين ولوا غيره من نفايات العقول وزبالات الأذهان ، وكان هذا العزل مما جرهم إلى كل خيبة وخذلان.
وقالوا أنه ظواهر لفظية لا يحصل منها يقين ولا يقوم عليها برهان ، لأن اليقين لا يحصل إلا بقواطع عقلية ، وهي لا تستفاد إلا بمنطق اليونان ، إذ هو عندهم لكل العلوم معيار وميزان ، ولقد قال كبير من أئمتهم ، وهو أبو حامد الغزالي (من لا معرفة له بعلم المنطق لا يوثق بعلمه).
وهذه الاستهانة منهم بالقرآن في التلاوة والعمل والاستدلال علامات تدل على قرب رفعه الذي صح الخبر بحصوله في آخر الزمان.
فيا رب من أهل القرآن حقا حتى نعرف لهم أقدارهم ونقبل بأذقاننا أقدامهم إن أهله الحقيقيين بالنسبة إليه هم الذين لا يرتضون به بديلا من الأقوال والآراء بل يرون فيه الكفاية والشفاء ، ويستمدون منه كل دينهم ، أصوله وفروعه على